للمرة الثانية وعلى امتداد سنة نعيد الكتابة في موضوع كان من المحرّمات في زمن المخلوع لأنه يمسّ من البلدية التي ليست الا جزءا من وزارة الداخلية هذا الموضوع الذي سنعيد نشره يخصّ هجوما غير مسبوق من الفئران على صفاقس فلا تستغرب إذا رأيت يوما في المدينة العتيقة بصفاقس أو حتى بمنطقة العمارات الشاهقة خلف السور لا تستغربوا إذا رأيتم فئران أو لنقل جرذان تركض خلفكم لعضكم أو للمزاح معكم لم أتصور أن وضع المدينة المتعفن قد أدى إلى ظهور عدد مهول من الفئران التي تظهر بين الفينة والأخرى وخطرها بالغ على صحة المواطن الأمر ينذر بالخطر حجم الفأر تجاوز حجم القطط بل أن بعض التجار في المدينة العتيقة يعتبر أن عدد الجرذان يفوق عدد القطط وأن رؤيتهم كل يوم لفأر يصعد من البالوعة أو يخرج من المساكن القديمة الخربة أكثر من مشاهدتهم للقطط إحدى السيدات قالت لنا أنها في حيرة من أمرها فالفأر يقضم باب دكانها الخشبي ولم تجد حلا لهذه المعضلة وصارت صحبة عائلتها تعيش فوبيا الفئران ولاندري هل يمكن علاج الأمر؟ فهجوم هذا النوع من الحيوانات داخل أسوار المدينة وخارجها تجاوز المعقول فالسكان والتجار يدفعون المعاليم البلدية ولكن هذه البلدية قد أزالت المدينة العتيقة من مشاغلها فحتى العمارات القديمة في باب البحر لم تسلم من الفئران ولا أشك لحظة أن تكون موجودة أيضا داخل الادارات والنزل والمطاعم الشعبية والمخابز وحسب أحد المسؤولين فقد كبّد الفأر احدى شركات الاتصال خسارة مادية لا تقل عن 50 مليون بعد أن أكل لها عدد كبير من الكوابل وحسب نفس المسؤول فانّ القضاء على الفئران أو الجرذان يتطلب تدخلّ عدّة أطراف في صفاقس أولها الميناء التجاري وديوان الحبوب والبلدية وأطراف أخرى إن بلدية صفاقس مطالبة بوضع مشاكل المدينة نصب عينيها ونرجو تخصيص يوم في الشهر لمغادرة مكاتب البلدية والالتصاق بالمواطن والسماع لمشاغله ومعاينة وضع المدينة العتيقة المزري ووضع الأحياء المبكي والقمامة المنتشرة في كل ركن من أركان المدينة وللحديث بقية