لقد التحق مهدي جمعة بحكومة علي العريض في مارس 2013 قادما من فرنسا و اذكر انه حل بالمجلس التاسيسي يوم اعطاء الثقة للحكومة و كان لا يعرف اي شيء عن الأوضاع السياسية في تونس و اذكر انه كان يسأل من كان يجلس بجانبه في المجلس عن هوية و حزب كل متدخل من النواب . وقد أسندت له حقيبة الصناعة و المناجم بمعية كاتب الدولة نضال الورفلي … كما اذكر انه كان في مجلس الوزراء صامتا في أغلب الأحيان و لا يتدخل باي راي في القضايا المثارة وقتئذ و قد عرضت عليه في إحدى المرات مرافقتي بوصفي وزير التجارة و الصناعات التقليدية لحضور اجتماع مع الفاعلين في ميدان الصناعات التقليدية و احرجته لأخذ الكلمة على الرغم من تمنعه فكان مرتبكا متلعثما و تكلم لكي لا يقول شيئا .. وكانت علاقتي به جيدة لأنني اعتبرته تكنوقراط لا يفهم في السياسة لكنني ما لبثت حتى اكتشفت معدنه لما اتخذت قرارا في وزارة التجارة يتمثل في الضغط على توريد السيارات للتحكم في الميزان التجاري و كذلك في تنويع مصادر توريدها بالانفتاح على السوق الآسيوية و التصدي لاحتكار البلدان الأوروبية و خاصة فرنسا فما كان من السيد جمعة إلا محاولة اقناعي بعدم تفعيل القرار و لما فشل في ذلك ركز تدخلاته لدي ( بالكباب و الحباب ) لتمكين شركات فرنسا ( رينو و بيجو ) بأكبر نصيب في توريد السيارات لسنة 2013 و قد اندهشت حقيقة من استماتته في هذا الموضوع الى حد لجوئه الى تأليب اتحاد الاعراف ضدي … و اليوم اقول انه الحمد لله انني صمدت و لم اضعف فساءت علاقتي به أكثر بعد ذلك خاصة لما رفضت ايضا رغبته مع اتحاد الاعراف في زيادة أسعار الإسمنت و الترفيع في سعر معجون الطماطم . لقد اختار مهدي جمعة الانحياز إلى منظمة الاعراف و الى فرنسا و لذلك وقع اقتراحه لرئاسة الحكومة بعد " الحوار الوطني "