قولة مأثورة عند العرب : " أكلت يوم أكل الثور الأبيض " . . . أما مناسبتها فتعود إلى ما تعيشه ما تسمى حكومة الوحدة الوطنية منذ ثلاثة أشهر تقريبا و التي يبدو أنها من الصعب أن تبقى إلى موعد انتخابات 2019 و هي أساسا موجهة إلى السيد يوسف الشاهد رئيس حكومتها . لو عدنا قليلا و بالتحديد إلى أشهر و حتى إلى أسابيع من إزاحة السيد الحبيب الصيد رئيس الحكومة الأسبق لوجدنا أن السيد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد نوه في عديد التصريحات بعمل الصيد و بمجهودات حكومته و أنه محل ثقة و لا توجد نية التخلي عنه. و لم تمض مدة كبيرة على ذلك حتى بدأت بعض الجهات لا تفتأ تنتقد عمل حكومة الصيد و سمتها حكومة الأيادي المرتعشة و هناك من قال أنها تفتقد حتى إلى الأيادي و أن رئيسها لا يقرر إلا ما يحلو له و أنه خارج السرب و بالتحديد لا ينصاع لأوامر المنتمين لحركة نداء تونس و أنه جمع حوله أنصاره و من بينهم الكثير من حركة النهضة التي تملي عليه التعيينات في شتى دواليب الدولة و مفاصلها فكان مصيره و هي النتيجة الحتمية بالنسبة لنداء تونس أن قررت إقالته و الاستغناء عنه و قد خرج من الحكومة و في قلبه غصة و في عينه دمعة . . . و اليوم كل الأخبار التي تأتينا من أرباب السياسة أن المسار الذي عاشه الحبيب الصيد ينسحب تماما على رئيس الحكومة الحالي السيد يوسف الشاهد بتخطيط من حركة نداء تونس أساسا و من حركة النهضة الذين قد رأيا أن المسار الذي انتهجه الشاهد من بداية الصائفة الفارطة لمقاومة الفساد معلنا كلمته الشهيرة " تونس أم بقاء الفساد نحن اخترنا تونس و سنقاوم الفساد كلفنا ذلك ما كلفنا دون تراجع " قد تجاوز الحدود و مس أقاربهم و أصدقاءهم الذين كانوا حزامهما في سنة 2014 و على رأسهم السيد شفيق الجراية و ما قام به من دور كبير لتسهيل لقاء الشيخين بباريس . كما انزعج النداء و النهضة من الالتفاف الكبير الذي حصل عليه الشاهد من عديد القوى السياسية بالبلاد لمقاومة الفساد و من المنظمتين الوطنيتين الاتحاد العام التونسي للشغل و اتحاد الصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية من خلال إعلانه لمقاومة الفساد و الضرب خاصة على المهربين و قد يكون بذلك قد ضمن نسب عالية للنجاح برئاسة الجمهورية في انتخابات 2019 لذا وجب أن يكون مصيره الإقصاء آجلا و ليس عاجلا و الاستفادة من الغضب العام و من تهديد منظمة الأعراف بالانسحاب من وثيقة قرطاج لإضعاف حكومته خاصة أنه و بقطع النظر عن الأحزاب السياسية و المعارضة لا مجال لإعادة انتخاب الباجي قائد السبسي لدورة ثانية في انتخابات 2019 و بالتالي تكون حظوظ الشاهد مرتفعة للصعود لسدة الحكم و لكن هذا لن يكون لأن الشاهد سيأكل كما أكل الثور الأبيض ذات يوم " الحبيب الصيد ". و بالتالي هل تشهد تونس في قادم الأيام الحكومة التاسعة منذ 14 جانفي 2011 و ذلك قبل انتخابات 2019 ؟