عاشت ولاية صفاقس على غرار باقي ولايات الجمهورية خلال الأيام القليلة الماضية انطلاق مهرجان جني الزيتون و إذ كان المهرجان يعني لغة " الاحتفال ابتهاجا بحدث سعيد أو إحياء لذكرى عزيزة " فإن هذا الاحتفال نُغّص بالنظر إلى استفحال الاعتداءات المتكررة على ضيعات الزياتين المنتشرة بمختلف مناطق الولاية و السرقات المتصاعدة لهذه الضيعات إذ وصل الأمر إلى حد قطع رؤوس الأشجار حيث يتولى هؤلاء المنحرفون قطع مجموعة من الأشجار و حملها إلى مواقع أخرى بعيدة عن أعين الحراس ثم يتولون جمع زيتونها قبل أن يقع تحويل الأشجار إلى فحم. هذا الإجرام ينضاف إلى نقص كبير في اليد العاملة و ارتفاع أجرتها – إن وجدت – نتيجة عزوف وخاصة فئة الشباب على مثل هذه الأعمال و نقص الخبرة في هذا المجال و صعوبات التنقل إلى مواطن العمل وهو ما يفسر تعدّد الحوادث أثناء نقل العمال إلى غابات الزياتين و هذا ما يجعل التفكير في إيجاد صيغ عملية من كل السلط المتداخلة في هذا القطاع للتأمين في المجال الفلاحي و التنسيق مع مراكز التكوين الفلاحي من اجل تنظيم و تكثيف الدورات التكوينية في مجال جني الزيتون قبل انطلاق الموسم مساءل شديدة الأهمية و الضرورة نظرا لما يتمتع به هذا القطاع من قدرة تشغيلية كبيرة عوضا عن الاستنجاد باليد العاملة الإفريقية, هذه التظاهرة التي بدأت تغزو كل الميادين و خاصة الفلاحة. يبق أن أؤكد على أن تمادي الاعتداءات الوحشية المتكررة على ضيعات الزيتون يؤثر سلبا على المردودية للفلاح الذي أثقل كاهله ارتفاع كلفة الإنتاج وهو ما يعود بالوبال على المستهلك و ثقل على المستهلك.