ان قصية اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيونى و نقل السفارة الامريكية الى القدس اثارت غضب الفلسطينيين والامة العربية والاسلامية وفى مقدمتها تركيا واستنكار معظم الدول الغربية واجزاء كبيرة من العالم الحر، بدءا بانقلترا وفرنسا وروسيا وغيرها من الدول المؤمنة بالحق الفلسطيني فى دولة مستقلة وعاصمتها القدس ووقوفها ضد ما يسمى دولة اسرائيل الطامحة الى تأسيس دولة تتربع على اراض تمتد من النيل الى الفرات. ولئن تمكنت من تحقيق جزء من مشروعها عقب نكبة وعد بلفور ونكسة حرب 1967 فانها اصطدمت بمقاومة الشعب الفلسطينى الذى لم يرم المنديل اطلاقا منذ اغتصاب ارضه مدعوما من العرب والمسلمين و المسيحيين واحرار العالم فى كافة انحاء القارات جنبا الى جنب مع المقاومين في سوريا و لبنان المتضررتين من الاحتلال الصهيونى في اعقاب نكسة جوان 1967 سلاحهم الايمان بقضيتهم وما توفر لديهم من اسلحة مختلفة كالحجارة والسكاكين عاملين بقول الله تعالى:" ولاتهنوا ولا تحزوا وانتم الاعلون ان كنتم تعلمون، وقوله ايضا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم…صدق الله العظيم، هذا الى جانب استلهامهم بقول شاعر تونس الفذ أبو القاسم الشابي : اذا الشعب يوما ارادالحياة فلا بد ان يستجيب القدر. ولا بد لليل ان ينجلى ولا بد للقيد ان ينكسر… وقد حققت المقاومة الفلسطينية مدعومة بالمقاومة في العراقوسورياولبنان واليمن عديد النجاحات وتمكنت من الصمود ودحر العدو في عديد المعارك بدءا بدحره فى حرب اكتوبر عام 1973 ثم في حرب جنوبلبنان عام 2000 ثم في عام 2006 …وتمكنت من الصمود في حرب غزة مرتين متتاليتين رغم تألب بعض العرب على المقاومين في لبنان وفى غزة و مناصرة العدو الصهيونى عليهم سعيا لكسر شوكة المقاومة ووقف حركة الربيع العربي … وقد تفطن الجميع لهذه المواقف المخزية من قبل الاطراف العربية المتخوفة من تمدد الربيغ العربي و الساعية الى التحالف مع العدو والتعاون معه سرا وعلانية للقضاء على المقاومة بشتى الطرق اخرها مارشح حول الارتماء في حضن دونالد ترومب مقابل اموال طائلة فاقت الاربع مائة الف دولار والاستقواء بالعدو بنسج اتصالات تحت الطاولة للتطبيع معه لمواجهة ايران المساندة للثورة الفلسطينية ولحزب الله الذى يصنفه المناهضون للثورة العربية وللربيع العربي بالارهابي!!! وقد تفطنت الجمعية التونسية لأيمة المساجد لهذه اللعبة القذرة والخطيرة اذاكدت ان ترومب كان واضحا عندما اعلن عن نقل سفارة بلاده الى القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيونى. ولاحظ البيان ان القرار يغني اغلان الحرب على الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية..وكسف كل حلفائها واتباعها في المنطقة واسقط ورقة التوت التي غطتهم… هذه الحقائق أكدها بعض " المحللين " التونسيين فى كتاباتهم وتدخلاتهم المرئية والمسموعة على غرار فتحي الجموسي الذي يرى ان من يحرر فلسطين عليه ان يتحرر من قيود الظلام والتحالف مع الرحعية ،وان من يريد ان ينتصر على الكيان الصهيوني عليه ان يناصر عليها عمليا(ولربما يعني بذلك التخلى عن عادة التنديد والشجب والتاسف والانشغال…) واقتصاظيا وعسكريا.ولا ادري هل كان على علم بالانتصارات التي حققها المقاومون على العدو في لبنانوغزة كما ذكرنل أنفا رغم تواضع اسلحتهم امام الألة العسكري الرهيبة للعدو. كما انه لم يبين لنا السبيل الذى نتوخاه في انتظار اكتساب الوسائل اللازمة في مجال التسلح لمواصلة النضال. الاترى ياسي فتحي ان الارادة تصنع المستحيل؟ اما عدم استغراب برهان بسيس قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة الكيان المحتل اعتبارا للوضع العربي المتردى وغير المتوحد والذى لايحظى بالاحترام على الصعيد الدولى رغم امساكهم اوراقا عدىدة للمناورة ( لم يفصح عنها)واشاراته لتدخل هنرى ليفياي كمنظر للربيع الغربي فانى اربأ بنفسي للتعليق على استنتاحاته التى تصب في خانة كرهه للثورة وللربيع العربى ولحزب الله وسعيه المتواصل لمناصرة الثورة المضادة .