تعاني مدينة صفاقس من إختناق مروري مرفوق باختناق في الهواء جرّاء الدخان المتصاعد يوميا من أسطول النقل بما في ذلك حافلات النقل العمومي التابعة للشركة الجهوية للنقل. مدينة صفاقس تعاني من تلوّث الهواء منذ عشرات السنين جرّاء بخارة السياب المرتكزة في المدخل الجنوبي، بالإضافة إلى أكثر من 140 ألف سيارة تنفث هواء محرّكاتها وسمومها في الفضاء مما تسبب في إنحباسه في شوارع المدينة، كما أدت لازدحام الطرق مما نتج عنه ظهور العديد من المشاكل إلى جانب المشاكل الصحية الخطيرة التي تصيب الإنسان وتؤثر على البيئة المحيطة بنا من نبات وحيوان ومياه ، كما تؤدي لزيادة نسبة التلوث بمعدلات خطيرة . والأكثر من ذلك الدخان المتصاعد من عوادم حافلات الشركة الجهوية للنقل بصفاقس بسبب غياب الصيانة عنها وقدم الأسطول وإهترائه، فلا يكاد يخلو شارع من شوارع صفاقس من هذا التلوّث الناتج عن لامبالاة الشركة بحياة المتساكنين وصحتهم، حيث بينت دراسات أن أكثر من 45% من كمية الرصاص المنبثق من عوادم وسائل النقل الذي يستنشقه الإنسان يدخل إلى الدم عن طريق الرئتين، وأن الأطفال أكثر عرضة من الكبار بالتسمم بالرصاص، كما أن وجود الرصاص في جسم الإنسان يؤدي إلى عرقلة تكوين مادة الهيموجلوبين في الدم والحاملة لأكسجين الهواء، كما أن هذا العنصر يتركز في العظام مع مرور الأعوام مما يسبب هشاشة العظام كما أنه سبب من أسباب بعض حالات التخلف وتقليل نسبة الذكاء عند الأطفال وفق دراسة لمعهد كاليفورنيا التكنولوجي. بالرغم من أن الشركة الجهوية للنقل بصفاقس تسلّمت حافلات جديدة على غرار 80 حافلة إقتنتها الشركة من فرنسا سنة 2014، كما تسلمت 20 حافلة عادية و10 حافلات مزدوجة في إطار صفقة عمومية مع "ألفا باص" في أفريل الماضي، إلا أن أسطولها يبقى يعاني من عدّة مشاكل وخاصة ما ذكرناه وهو الدخان المتصاعد من عوادم الحافلات الذي أثّر عن معايير جودة الهواء وخاصّة انبعاث أكاسيد النيتروجية والكربوهيدرات. في صفاقس إما أن تكون في الشارع في سيارتك وكلّ نوافذها مغلقة أو في مكتبك وكل النوافذ مغلقة أو في منزل مغلق حتى تسلم من استنشاق هواء ملوّث أو أنك تختنق ولا يلتفت إليك أحدا. ألا تعتبر صفاقس منطقة تلوث خارق للهواء إذاما إعتمدنا معايير جودة الهواء، أليست جريمة في حق المواطنين، أولم يحن الوقت بعد حتى يتم إتخاذ اجراءات لتحسين جودة الهواء ومعاقبة المخالفين المدمّرين لصحة الإنسان والبيئة حتى وإن كانت مؤسسات عمومية.