تعتبر المؤسسة العمومية في تونس صورة الدولة وهيبتها، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى إثبات هيبتها وبسط سلطتها. المؤسسات العمومية في صفاقس مثلا في حالة يرثى لها، لن نتحدث عن حضور الموظفين والمعاملة ونقص التجهيزات والمعدات وغيرها من الإشكالات التي أرقت المواطن والموظف على حد السواء، نتحدث اليوم على بنايات مهددة بالسقوط وأخرى غاب تزويق واجهاتها ومكاتبها منذ الثورة (2011) ، أبواب رئيسية منظرها مقرف، ونوافذ ضاع لون الدهن الغامق المصبوغة به منذ الإستقلال ليصبح قشورا تطاير مثلها مثل الجدران. نتحدث اليوم عن ملفّ المؤسسات العمومية التي أصبح عدد هامّ منها يمثّل عبءا ثقيلا على المالية العمومية ، إذ تقدّر خسائرها المتراكمة أكثر من 6 مليارات دينار ، والسعي إلى وجود سبل لحلحلة كل المشاكل المتعلقة بالمؤسسات العمومية وتكاثف الجهود بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل وإتحاد الصناعة والتجارة وكل الأطراف المتداخلة في الموضوع، والغريب أن هذه المؤسسات تشهد فسادا لافتا مع غياب العقاب، أين المال العمومي إن كانت تُرصد للصيانة والتجهيز ميزانية من المال العمومي في كل المؤسسات؟ ومن الغرائب اللافتة التي تثير زائر مدينة صفاقس وبقية مدن الجمهورية التونسية قبل قاطنيها الحالة المزرية التي توجد عليها الاعلام الوطنية المنصبة فوق بنايات مؤسسات الدولة في غياب تام للمراقبة . حالة مزرية وباهتة للعلم الوطني المنصب فوق بنايات إدارات المرافق العمومية من مدارس ومراكز أمن وإدارات جهوية ومستشفيات ومستوصفات وغيرها فيه منظر مشوه لرمز الدولة، الامر الذي يفرض من المسؤوليين عليها ايلاء الاعلام الوطنية العناية اللازمة حفاطا على قدسية وهيبة ورمزية العلم الوطني، والعناية بالواجهات وتعهدها بتحسين منظرها وتزويقها.