يوم الاحد و في ساعة متأخرة من الليل تنهى مهام رجل أثار كثيرا من الجدل بمدينة صفاقس وهو السيد عماد السبري و تقع نقلته من منصبه ككاتب عام للولاية و رئيسا للنيابة الخصوصية لولاية الڨصرين و الكل يعلم أن هته النقلة في نهاية السنة الدراسية ستلحق بأبنائه الضرر و الأذى. عيبه أنه كان أفضل أداء و كفاءة من سابقيه فحتى الجاحد لا ينكر أن المدينة أصبحت أنظف و أجمل بكثير مما كانت عليه في ظل النيابات الخصوصية السابقة و عيبه الثاني أنه أعاد للمدينة روحا فقدتها منذ عقود بأن ركز تماثيل فنية لرموز تاريخية زينت المفترقات الدائرية و أنعشت ذاكرتنا الوطنية. و عيبه الثالث أنه كان ناجح لدرجة إستفزت الفاشلين و الفاسدين و المتمعشين. عيب السبري أنه كان رجل دولة في زمن اللادولة. هته الدولة التي استباح أمنها و حرمتها تقاسم ثروتها و نفوذها و هيبتها أحزاب فاشلة وضعت يدها على السلطة ونصبت نفسها وصية على مدينة تتكاثر فيها الأصنام البشرية ذي العقول المتحجرة. نعم قبل السبري كان بعض " التر و الفر "من اليمين و اليسار يصولون و يجولون و يحكمون بأحكامهم مستغلين غياب الدولة و ضعفها ليطعموننا علقم حماقاتهم و تصرفاتهم الصبيانية. عيبك صديقي عماد أنك لم تكن فاشلا مثلهم و عيبك الأكبر أنك رجل دولة في زمن دمر فيه أولاد ….. اركان الدولة.