ليس عيبا أن تكون بدون خبرة و تجربة و ليس عيبا أن تكون مبتدء في العمل السياسي أو الجمعياتي فالطموح مشروع و العمل لفائدة المجتمع ليس حكرا على أحد. لكن العيب كل العيب أن تستغل ضعف الدولة و مرورها بأزمة مؤسساتية حادة و أن تستغل الفراغ الموجود على الساحة من الكفاءات لتنصب نفسك فاتقا ناطقا عالما بالأمور و بغيبها و تسند لنفسك شرعية وهمية لم تسند لك لا بإنتخابات ولا حتى بهيكل شرعي فتقرر في حق المدينة وتأمر و تنهي بل وتريد أن تعزل وتعين حتى صلب مؤسسات الدولة. يا سادة يا مادة البعض وليس الكل من أعضاء هته التنسيقية نصبوا أنفسهم وليا على صفاقس و أبدوا مصنع السياب بعد أن كان قرار إغلاقه و تفكيكه جاهزا وأمضوا على قرار دمار مدينتهم ليس بمكر فيهم بل بضعف في ماهيتهم فلا هم عالمون ما يصنعون و لا هم تاركون من يشاركهم فيما لا يعلمون. بعد هته الكارثة التي تسببوا فيها وعجزهم عن إيجاد مخرج منها لم تكن لهم الشجاعة و النزاهة لكي يصارحوا سكان صفاقس بحقيقة الأمور و بكون الحكومة و المجمع الكيميائي و اتحاد الشغل قيدوهم بالحبل الذي أحاطوا به رقابنا، لم يتركوا أحدا يحل مكانهم لكي يساعد المدينة على التخلص من تبعة حماقاتهم بل خيروا سياسة الهروب إلى الأمام فتناسوا السياب و مآسيها ولم يعد أحد يتحدث عنها و كأن الأمر لم يعد يعنيهم بل إنتهجوا أسلوبا ثان أقل ما يقال عنه أنه خسيس. لقد خلقوا لسكان المدينة مشكل ثاني وعدو وهمي أسمه رئيس النيابة الخصوصية معتمدين في ذلك على دعم من صاحب المصلحة الوحيد وهو حركة النهضة التي لها ألف عذر في ذلك لحسابات انتخابية بحتة و هم اليوم يريدون أن يحلوا مكان رئيس الحكومة ليعزلوا رئيس هته النيابة رغم كونهم لم و لن يتفقوا على من يعوضه. فمنذ الأسبوع الأول لتعيينه يوجهون له التهمة تلو الأخرى وهم عالمون بكيد تهمهم و ضعف حجتهم. أنا لا يعنيني من يترأس هته النيابة بقدر ما يعنيني من تسبب في جعل مصنع الموت يجثم فوق قلوبنا ثم يعنيني من وكلكم حتى تمضوا بإسم مدينتنا دون توكيل و دون شرعية.