يقول جورج أورويل ""السياسيون في العالم إذا تشاجروا أفسدو الزرع ، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول"". مقولة تنطبق على الوضع السياسي في تونس اليوم ، فبعد التوافق وإقتسام الكعكة نعود إلى مربع التنافق والصراع على أكل الجزء الأكبر من هاته الكعكة.. فمايشهده مجلس نواب الشعب هاته الأيام من فوضى الخاسر الأكبر من وراءه الشعب المغلوب على أمره. حتى أن الغالبية أصبحوا يشبهون المجلس بمسرحية مدرسة المشاغبين ، وشخصيات مرسي الزناتي وعبد المعطي وعلاء المرواني وعفت وبهجت وحارس المدرسة حاضرون تحب قبة باردو يجسدون نفس أدوار المسرحية ولكن بإخراج سيء هاته المرة. كتل تحارب بعضها البعض بحجة الدفاع عن المباديء ، إقتراحات ومشاريع وأفكار بين مد وجزر لتدخل معها البلاد في فوضى سياسية صنعها سياسيون فاشلون بكل المقاييس. فالكل يريد مصلحته الحزبية الضيقة على حساب المصلحة العامة. أحداث لا تبشر بالخير ونحن على أبواب إستحقاق إنتخابي لم تعد تفصلنا عليه سوى أسابيع قليلة. والخوف كل الخوف أن تنزلق البلاد بفعل هاته المراهقة السياسية إلى مالا يحمد عقباه وتسقط هياكل الدولة على رؤوس الجميع.