في إطار مزيد نشر الثقافة الصحية في صفوف المواطنين و على هامش اليوم العالمي لمكافة السل الذي يصادف يوم 24 مارس الماضي من كل سنة نظمت يوم 7 أفريل الجاري جمعية النهوض بالقطاع الصحي بغنوش بالتعاون مع الإدارة الفرعية للصحة الأساسية بقابس حملة تحسيسية للوقاية من مرض السل تحت شعار " الكشف المبكر عن السل يضمن الشفاء و يحد من العدوى " بحضور عدد من المواطنين . و على إثر الكلمة الترحيبية التي ألقاها السيد الكيلاني المرابط رئيس جمعية النهوض بالقطاع الصحي بغنوش و في لقاء حواري مباشر مع الحاضرين تناول الدكتور أنور الحافي كاهية مدير الإدارة الفرعية للصحة الأساسية بقابس بالتوضيح التعريف بالمرض من حيث الأسباب و العلامات و الإمكانيات المرصودة لمقاومته و الكشف عنه و مراحل معالجته مشددا على دور المواطنين في إستهلاك الحليب المعقم أو المعلب و مشتقاته و عدد أنواع السل التي منها السل خارج الرئة الذي يصيب عديد الاعضاء كالجلد و العمود الفقري و المخ و الأعصاب و العظام و يتصدرها السل الغددي من حيث عدده المسجل سنويا بالإضافة إلى السل الرئوي الذي يعد المصدر الرئيسي لإنتشار العدوى بين الناس إلى جانب إصابة الحيوانات الثديية و خاصة منها البقر و أشار إلى أن التكفل العلاجي بالوسط الصحي العمومي و المراقبة الطبية مجانا منذ كشف الحالة المرضية عبر التأكد من تواجد جرثومة السل عن طريق التصوير بالأشعة و الكشف المخبري و مشددا على أهمية إجراء البحث الوبائي الميداني دون تأخير لإمكانية تقصي حالات أخرى داخل المحيط الأسري للمريض داعيا إلى مزيد تحسيس أعوان الصحة بأهمية مزيد اليقظة وتحسين التدخلات في مجال الكشف المبكر عن الحالات والعلاج المستمر وتطبيق استراتيجية البرنامج الوطني لمقاومة السل خاصة ما يهم استراتيجية المعالجة القصيرة الأمد تحت الاشراف المباشر. و أشار إلى ولاية قابس تسجل ما بين 10 و 15 حالة إصابة بالسل الرئوي سنويا وهو ما يتطلب من المواطنين مزيد الحرص على الجوانب الوقائية في حياتهم اليومية . و استعرضت الدكتورة سعاد اليحياوي في مداخلتها أيضا الأمراض المشتركة بين الإنسان و الحيوان من أبرزها مرض السل الناجم عن استهلاك الألبان و مشتقاتها الغير المعقمة عند إصابة الحيوان أو مربي الأبقار أو جامع الحليب وذكرت أن أمراض السل تتصدر أولى الأمراض المعدية على الصعيد العالمي وحول الوضع الوبائي لهذا المرض على الصعيد الوطني أكدت أنه تم تسجيل 29 حالة مرضية جديدة بين 100 ألف ساكن سنة 2017 منها نسبة 40 بالمائة من الحالات المصابة بالسل الرئوي و 60 بالمائة من حالات السل غير الرئوي و دعت إلى أهمية المحافظة على نظافة الأيدي و الإهتمام بالتثقيف العلاجي في صفوف المرضى وعائلاتهم بالخصوص لتجنب المضاعفات الصحية بالإضافة إلى التكثيف من حصص التثقيف الصحي من خلال السعي إلى غرس ثقافة صحية وقائية في صفوف المواطنين من خلال التوعية بمقاومة السل المتنقل عن طريق الأبقار من خلال استهلاك الحليب ومشتقاته و الحث على استهلاك مواد الحليب المعقمة و العناية بشروط حفظ الصحة الخاصة بهذه المادة الغذائية . و قد تركزت تدخلات الحاضرين حول الإستفسار عن الأعراض المصاحبة للمرض و كيفية الوقاية من الإصابة إلى جانب مراحل التشخيص. و من جانبنا نؤكد على أنه بالرغم من الجهود المبذولة في مجال الوقاية و علاج داء السل و الحد من انتشاره إلا أن المؤشرات الوبائية مازالت مرتفعة خاصة ما يهم نوع السل الغددي .