في البداية ، لا يمكننا إن نبدأ هذا المقال دون أن نحيي سواق سيارات الأجرة التاكسي وخاصة الجماعي نظرا لمشقة هذه المهنة وما تطلبه من فطنة ويقظة كامل اليوم … فبالإضافة إلى وضعية الجلوس الغير صحية بالمرة التي تقتضيها طبيعة العمل خاصة بسيارات التكسي القديمة … فإن سائق التاكسي يجد نفسه مجبرا على مسايرة أحاديث وطباع الحرفاء المختلفة إضافة للعدائية التي يظهرها بعض سائقي السيارات تجاه التاكسيات والتي تتجلى في ألسب والشتم والمجاوزة الممنوعة وعدم ترك الأولوية بألطريق ….. هذا دون إن ننسى إختناق حركات المرور في أوقات الذروة وغيرها وحالات الطرق الكارثية بالمدينة …. ليجد سائق التاكسي نفسه مجبرا على مسايرة كل هذه الظروف والتحلي بالصبر والدم البارد … لكن ، وبالنبش في أسباب هذه العدائية الكبيرة التي تكنها مجموعة من المواطنين تجاه سواق التاكسي ، فإنه يمكننا إستنتاج إن ذلك ليس سوى ردة فعل على السلوكيات المشينة والمقززة التي يقوم بها البعض من سواق التاكسي والتي تعكس أفكارا وتخمينات خاطئة يتم تعميمها فيما بعض على بقية زملائهم … من ذلك مثلا ، السرعة والتهور التي يظهرها هؤلاء في الطريق ، مما تسبب في حوادث وكوارث كان بالإمكان تفاديها لو تحلوا ببعض العقلانية والصبر … وعدم إحترام الحرفاء خاصة منهم كبار السن والنساء …إضافة إلى تغير التسعيرة حسب الظروف … ففي أوقات الذروة مثلا … يعمد البعض من سواق التاكسي إلى رفع التسعيرة من 900 مليم أو دينار واحد .. إلى 1200 أو حتى 1500 مليم في بعض الأحيان مستغلين عدم وجود وسائل نقل كافية والعدد المهول من الركاب … فيما يعمد البعض الأخر إلى إنتقاء الحرفاء حساب المكان المقصود … فمثلا في محطة طريق قرمدة يحدد البعض من السواق محطة البلدية كأخر محطة ومن يقطن بعد هذه المحطة عليه بإنتظار التاكسيات الموالية … وإذا دخل مواطن في نقاش مع السائق حول ماهية هذا التمشي … فما عليه إلى الإستماع للجملة الشهيرة " خويا البلاصة مفيهاش قانون ، عجبك أطلع عجبك أهبط " ولكم في الصور المصاحبة للمقال خير دليل على الحالة التي يبدو عليها المواطنين وهم في إنتظار التاكسي … لذلك ، يبدو إن الوقت قد حان لإصلاح ما يمكن إصلاحه بما يتعلق في العلاقة بين المواطن وسائق التاكسي وذلك بالقيام بمجموعة من الإصلاحات تتمثل فيما يلي : – تحسين وتعصير وسائل النقل العمومي بما يتماشى مع اوقات الذروة وإتجاهات وكثافة تدفق المواطنين وذلك لتخفيف الضغط الرهيب على سواق التاكسي والمواطنين على حد السواء . – تحديد أوقات خروج الحفلات من باب الجبلي أو باب البحر وعرض جدول أوقاتها بمختلف المحطات . – تعيين شخص مؤهل للإجابة على تساؤلات المواطنين وتقبل تشكياتهم واقتراحاتهم. – تحديد تسعيرة خاصة بالتاكسي الفردي حسب المسافة وحسب أوقات الذروة مع اجبارية عرضه هذه التسعيرة دخل سيارة التاكسي . – خلق مصلحة مختصة لتقبل تشكيات وملاحظات المواطنين الخاصة بقطاع التاكسيات . -تحسين حالة الطرقات وتشريك أصحاب وسأئقي التاكسي في إتخاذ القرارات والإصلاحات اللازمة بهذه الطرقات نظرا لمعرفتهم بها – دراسة إمكانية خلق محطات تاكسي ثانية إلى ما بعد الناصرية و-5 أوت وشارع 14 جانفي… وذلك لإعفاء التاكسيات من الإزدحام المروري الموجود في المفترقات القريبة من قلب المدينة على غرار مفترق مجيدة بوليلة ، صفاقس 2000 ، 14 جانفي ، … وغيرها