قوارب الموت تحصد شبابا في عمر الزهور سدت أمامهم الآفاق وإنعدم الأمل في وطن تقوده لامبالاة الحكام و جشعهم ولهفتهم على الكراسي، فهؤلاء الشباب أدركوا أن هذه الدولة تُدار لحساب نخبة و عصابة و بعض العائلات وليس لحساب أمة، فتلاشى مفهوم التضحية من أجل الوطن لديهم وإنصرفوا إلى إلقاء أنفسهم في قوارب الموت آملين في عيش كريم ومستقبل أفضل المشكل أن الموكل إليهم حل مشكلة الوطن هم أنفسهم المشكلة، فالدولة تهمل الشباب و تحول الوطن إلى دار للمسنين يقودها شيخان، ينكب الأول على تمهيد الطريق لتوريث إبنه المدلل العرش أما الثاني متاجر بالدين يدشن في النزل الحلال ونسي أنه حرام أن نفقد هذا الكم الهائل من الأرواح البشرية دون أن نحرك ساكنا أو يهتز لنا جفن لهذه المصيبة شبابنا على الفقر والتهميش ينام، على إنعدام الكرامة والبطالة ينام، كل الحكاية أنها قد ضاقت بهم السبل في بلاد إستسلمت للص والقواد، البحر لم يرحم براءة عمرهم فتزاحمت الأجساد في الأجساد كوداع أحباب بلا ميعاد رحلوا عن بلاد قيدتهم بالأغلال منعت عنهم رغيف الخبز واللقمة الحلال في وطن تنتحر فيه الأحلام وتموت الأجيال لينعم بالعرش أشباه الرجال