كما هو معلوم في سائر الدول الإسلامية يعرف دخول شهر رمضان المعظم برؤية الهلال.. لكن في تونس لنا خاصية ثانية إعتدنا عليها من زمان طويل.. من ذاك الزمان الجميل لآبائنا و أجدادنا.. ألا و هي إرتفاع أصوات المآذن بالقرآن و الذكر و التسبيح.. كنا نستبشر خيرا بتلك الأصوات الجميلة و نستمتع بها و نذكر معها و تجعلنا نستطعم لذة هذا الشهر الفضيل.. و فجأة و دون سابق إنذار وجدنا أنفسنا هذه السنة أمام مآذن صامتة حزينة باكية.. تدعوا الله عز و جل أن تنطلق ألسنتها.. لكن هيهات.. فلم نعد نسمع لا أصوات التلاوة في صلاة التراويح و لا أدعية و إبتهالات ما بعد الصلاة.. و حتى صوت الآذان.. صوت الحق أصبح خافتا و كأن الخجل أصاب البعض.. و كأن الدعاء جريمة.. و الصلاة جريمة.. و الآذان جريمة.. أم أن عبد القادر يريد التطاول على القادر.. ثم يصعد على المنبر داعيا الله أن يجعل هذا البلد سخاء رخاء.. هذا رمضان ولى و 0نقضى في رمشة عين.. كالحلم.. "و سعدك يا فاعل الخير"