قال الله عزوجل : "يا ايها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " -سورة البقرة الاية 183 . في هذه الأيام يستقبل مئات الملايين من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ضيفاً كريماً يحل في قلوبنا، ويهيمن على عقولنا وجوارحنا ومشاعرنا ، ويحلّق في سمائنا مدة شهر واحد من كل عام هجري، انه الشهر العظيم، شهر الصوم، شهر رمضان المبارك الذي باركه رب العالمين بنزول القرآن الكريم فيه، كما باركه بفريضة الصيام، انه الشهر الذي يتوق اليه مئات الملايين من المسلمين الصائمين ليتذوقوا طعم العبادة المستمرة، وليخلصوا لله الطاعة، انه الشهر الذي يشهد يوم القيامة بالاحسان لمن أحسن، وبالاساءة لمن أساء، والعاقبة للمتقين. الرسول صلى الله عليه وسلم يرحب برمضان روى الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب في آخر يوم من شعبان قائلا "يا ايها الناس قد اظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصله من الخير كان كمن ادى فريضة فيما سواه، ومن ادى فريضة فيه كمن ادى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة "- رواه البيهقي وابن خزيمة، والمتقي في كنز العمال، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح وابن المنذري في الترغيب والترهيب.