بوادر مشجعة وسياح قادمون من وجهات جديدة .. تونس تراهن على استقبال 11 مليون سائح    الكرة الطائرة : المنتخب في إيطاليا وبن عثمان يحتجب    القيروان .. إستعدادا لاجتياز مناظرتي السيزيام والنوفيام .. جلسة توعوية للإحاطة بالتلاميذ وأوليائهم    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    مديرو المهرجانات الصيفية يواجهون صعوبات .. بين مطرقة ارتفاع كلفة الفنانين وسندان أذواق المتفرجين    المالوف التونسي يضيء ليل باريس    رقم أخضر    اليوم انطلاق مناظرة «السيزيام»    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    إجراءات لدعم التشغيل    كأس العالم للأندية :باريس سان جيرمان يضرب أتليتيكو مدريد برباعية    تونس: حوالي 25 ألف جمعية 20 بالمائة منها تنشط في المجال الثقافي والفني    مدنين: حملة نظافة بجربة اجيم لجمع النفايات البلاستيكية    إطلاق خارطة السياسات العمومية للكتاب في العالم العربي يوم 24 جوان 2025 في تونس بمشاركة 30 دار نشر    وزارة المالية تعين لمياء بن اسماعيل في خطة امين مال عام للجمهورية التونسية    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    هكذا سيكون طقس الليلة    حملات الشرطة البلدية تسفر عن مئات المخالفات في مجالي الأمن والصحة    قافلة الصمود تدعو الراغبين في العودة إلى تونس لتسجيل أسمائهم في موقع التخييم بمصراتة    كأس العالم للأندية 2025: بنفيكا يواجه بوكا جونيورز وتشيلسي يفتتح مشواره أمام لوس أنجلس غدا    "إسرائيل تلجأ لتفجير سيارات مفخخة في طهران".. مصدر مطلع يكشف    المبادلات التجارية بين تونس والجزائر لا تزال دون المأموال (دراسة)    وزارة الصحة: اختيار مراكز التربصات للمقيمين في الطب ستجرى خلال الفترة من 16 الى 19 جوان الجاري    لجنة انتداب تابعة لوزارة التربية العمانية تزول تونس الاسبوع المقبل (وكالة التعاون الفني)    فيلم "عصفور جنة" يشارك ضمن تظاهرة "شاشات إيطالية" من 17 إلى 22 جوان بالمرسى    زفاف الحلم: إطلالات شيرين بيوتي تخطف الأنظار وتثير الجدل    دورة برلين المفتوحة للتنس: انس جابر في الجدول النهائي بفضل بطاقة الخاسر المحظوظ    لماذا تستهلك بعض السيارات الزيت أكثر من غيرها؟    مطار النفيضة يستقبل أول رحلة مباشرة من مولدافيا    تدخل عاجل لوحدات الحماية المدنية للسيطرة على حريق مهول في معتمدية باجة الجنوبية    وزارة الصحة تُعلن رزنامة اختبار اختيار المراكز للمقيمين في الطب    عاجل/ آخر مستجدات قافلة الصمود بعد ايقاف عدد من الناشطين..    إتحاد الفلاحة بباجة يدعو إلى مراجعة سلم تعيير الحبوب بسبب تدني الجودة جراء الأمطار الأخيرة [فيديو]    المُقاومة اليمنية تقصف إسرائيل بالتنسيق مع إيران..#خبر_عاجل    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    الترجي الرياضي يعزز ثقة باسم السبكي بقيادة الفريق لموسم جديد    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    جلسة عمل بولاية تونس حول مدى تقدم مخطط التنمية 2026-2030    كأس العالم للأندية 2025 - الوداد المغربي يتعاقد مع المدافع البرازيلي غيليرمي فيريرا    بنزرت: مشاركة قياسية ضمن أول دورة من فعاليات "نصف ماراطون بنزرت"    هل يمكن أكل المثلجات والملونات الصناعية يوميًا؟    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    السلطات الليبية: ''قافلة الصمود'' دخلت ليبيا بشكل قانوني    "فارس": إيران تسقط 44 مسيرة إسرائيلية على الحدود    مقترح برلماني: 300 دينار منحة بطالة و450 دينار للعاجزين عن العمل    الأهلي يُعلن غياب إمام عاشور رسميًا بعد إصابته أمام إنتر ميامي    إيران تعرب عن استيائها من "صمت" وكالة الطاقة الذرية    العثور على شقيق الفنانة لطيفة العرفاوي متوف داخل منزله    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    درجات الحرارة هذه الليلة..    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    موعدنا هذا الأربعاء 11 جوان مع "قمر الفراولة"…    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشهر العظيم على الأبواب : شروط الصوم والاعذار المبيحة للفطر
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

عن سلمان رضي الله عنه، قال : خطبنا رسول الله ص في آخر يوم من شعبان قال : «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، مَن تقرّب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى سبعين فريضة في ما سواه. وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه، ومن فطّر صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء» رواه ابن خزيمة.
يُطالعنا هلال شهر رمضان المبارك وبإشراقة الصوم التي تحيي العزيمة بنور الطاعة وصدق اليقين وتهب علينا نسمات الذكرى المباركة بإنزال القرآن الكريم فتعطّر القلوب بنفحاتها النورانية التي توقظ الضمائر وتحرك القلوب لتستقبل شهر رمضان بالاقبال على الفرائض والطاعات وفي مقدمتها الصيام.
منزلة عليا وثواب عظيم
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون} «البقرة : 183» وفي هذه الآية الكريمة إشارة الى ان الصيام قد فُرض على أمم قبلنا.
يخاطب الله سبحانه وتعالى بقوله جل وعلا : {يا أيها الذين آمنوا} اي يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله {كتب عليكم الصيام} أي فُرض. والصيام في اللغة معناه الامساك، وفي الشرع هو الامساك عن المفطرات، {كما كتب على الذين من قبلكم} قيل إن وجه الشبه في حكم الفرضية فقط، ويكون صيامنا وبيان مقداره خاصين بالامة المحمدية فقط، أما الصيام الذي كان قبل ذلك، فقد كان في اختلاف في الصورة وفي الطريقة، ولكن الثابت بالتأكيد ان كل الأنبياء والرسل كانوا يُفرض عليهم الصلاة والصيام والزكاة اي ان أركان الاسلام كانت مفروضة على كل الأنبياء والرسل كانوا يُفرض عليهم الصلاة والصيام والزكاة اي ان أركان الاسلام كانت مفروضة على كل الانبياء والرسل والأمم السابقة.
أما عن واقع الصيام في الامة المحمدية فهو الركن الرابع من أركان الاسلام، وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة تُرغّب فيه بأسلوب باهر ساحر، فقد أضافه الحق تبارك وتعالى لنفسه تشريفا وتعظيما وبيانا لفضله على سائر العبادات. فعن أبي هريرة رضي الله عنه. قال : قال رسول الله ص : «قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له، الا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة. فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم اني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما : اذا أفطر فرح بفطره واذا لقي ربه فرح بصومه» رواه البخاري.
وللصوم في الاسلام منزلة عليا وثواب عظيم، فعن أبي أمامة رضي الله عنه. قال : قلت يا رسول الله مُرني بعمل، قال : «عليك بالصوم، فإنه لا عدل له، قلت يا رسول الله مُرني بعمل. قال : عليك بالصوم، فإنه لا عدل له. قلت يا رسول الله مُرني بعمل، قال : عليك بالصوم فإنه لا مثيل له» رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه.
على من يجب الصيام؟
يشترط لوجوب الصوم الاسلام والبلوغ، فلا يُفرض على ولي الصبي ان يأمره به اذا أطاقه، ويضرب عليه اذا امتنع، كالصلاة لحديث الربيع بنت معوذ، قالت : أرسل رسول الله ص صبيحة عاشوراء الى قرى الانصار التي حول المدينة «من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه، فكنا نصومه بعد ذلك ونصوم صبياننا الصغار» أخرجه البخاري وذلك ان أطاقه ولم يضره.
ويشترط لوجوب الصوم ايضا «العقل»، فلا يُفرض على من زال عقله لعدم تكليفه. والاقامة والقدرة على الصوم فلا يجب على مسافر ولا على عاجز عنه.
الاعذار المبيحة للفطر
المرض : حيث يباح الفطر لمن به مرض او خاف بغلبة ظن أو تجربة او اخبار طبيب مسلم حاذق غير ظاهر الفسق، واذا صام المريض مع تحقق الضرر، فقد ترك رخصة الله تعالى، ويجزئ صومه مع الكراهة، واذا لم يتحقق الضرر فلا كراهة.
السفر : ويباح الفطر للمسافر سفر قصر وإن لم يضره الصوم لقوله تعالى : {ومن كان مريضا او على سفر فعدة من أيام أُخر}.
ولا يجوز الفطر للمسافر حتى يجاوز مساكن البلد، وان تكون مسافة السفر تُقصر فيها الصلاة. فكل سفر يبيح قصر الصلاة فهو مبيح لفطر الصائم. أما عن مدة فطر المسافر فهو اذا نوى اقامة أقل من أربعة أيام أفطر، وإن نوى اقامة أربعة أيام غير يومي الدخول والخروج صام، وأما مَن لم ينو الاقامة ولم يعرف موعد رجوعه الى بلده، فإنه يفطر مدة انتظار قضاء حاجته، ومن نوى الاقامة او عاد الى بلده نهارا يستحب له الامساك بقية اليوم.
الحمل والرضاع : ويباح للحامل والمرضع الفطر في رمضان وعليهما القضاء، فقط اذا خافتا على نفسيهما وولديهما، بغلبة الظن فقط من حصول ضرر الصوم.
الكبر : فيجوز للشيخ الهرم والمرأة العجوز اذا لحقهما بالصوم مشقة أن يفطرا ويطعما لكل يوم مسكينا.
أما مَن ترك الصيام كسلا، مع اعتقاده بوجوده فهو فاسق، لن تغني عنه بقية الفرائض، حتى يؤديهن جميعا. فقد أخرج الامام أحمد مرسلا عن زياد بن نعيم الحضرمي، أن النبي ص قال : «أربع فرضهن الله في الاسلام فمن جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئا، حتى يأتي بهن جميعا : الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت». وبيّن صلوات الله وسلامه عليه، ان مَن تعمد فطر يوم من رمضان ضاع منه ثواب لم يحصل عليه ولو صام النوافل طوال عمره. فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، ان رسول الله ص قال : «مَن أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه» رواه الترمذي.
-----------------------------------------------------------------
رمضان شهر القرآن
قد يعني شهر رمضان أشياء كثيرة، هناك من فكّر بأن أحرف كلمة «رمضان» تدلنا على ما يلي :
ر : رحمة
م : مغفرة
ض : ضمان الجنة
ا : أمان من النار
ن : نور من الله العزيز الغفار
رمضان شهر القرآن والبر والاحسان : شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع من الاشهر القمرية (أشهر السنة الهجرية)، عدد أيام الاشهر القمرية 29 او 30 يوما. يثبت شهر رمضان المبارك برؤية الهلال في نهاية شهر شعبان.
قال عليه الصلاة والسلام : «احصوا هلال شعبان لرمضان»... اي ترقبوا هلال شهر شعبان لمعرفة ثبوت شهر رضمان. رمضان شهر كله خير. قال سبحانه وتعالي : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
اي انه في شهر رمضان المبارك أنزل القرآن الكريم ليهدي الناس ويدلهم على طريق الخير فعلى من يشهد (يحضر) شهر رمضان ان يصومه. للصائم في شهر رمضان ثواب كبير، فمن صامه لأنه يؤمن بالله ويتقي ويطيع الله سامحه الله وغفر له ما تقدم من ذنبه. فهذا شهر أوله رحمة وأوسطه غفران من الله وفي نهاية هذا الشهر وعد الله عباده الصائمين المتقين بالتحرير من نار جهنم. فقد قال رسول الله ص : «شهر أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار» (عتق أي تحرير).
--------------------------------------------------------------
الصوم جنة وللصائم فرحتان...
* بقلم: يونس بن يوسف
(معلّم تطبيق سيدي عامر)
* قال سيّد الأنام ص: «إنّ للجنّة بابا يقال له الرّيّان. يقال يوم القيامة أيْن الصّائمون فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب» البخاري ومسلم.
* لقد أوجب المولى عزّ وجلّ الصوم في الديانات السابقة منذ أن خُلق الإنسان، كما أوجبه على المسلمين البالغين العاقلين والقادرين على أدائه.
* قال عزّ وجلّ: {يَا أيُّهَا الّذينَ آمَنُوا كُتبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتبَ عَلَى الّذينَ منْ قَبْلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. (البقرة: 183).
* قال أحد الشّعراء:
هي حبّة أعطتك سبع سنابل/ لتجودَ أنت بحبّة لسواكَ
* لقد امتاز شهر رمضان المعظّم على سائر الشهور القمرية بفضله وشرفه ففيه:
ابتداء نزول القرآن الكريم.
ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
امتنان اللّه بمضاعفة أجور الطاعات التي تقع فيه.
تشجيع الصائمين على فعل الخير والمعروف والاحسان إلى الغير: وهنا يتجلّى التضامن الأخوي.
تدريب الصائمين على الصّبر:
* قال سيّد العالمين ص : «الصّوم نصف الصّبر، والصّبر نصف الإيمان، والإيمان جوهر الإسلام والإسلام أكمل الأديان».
* قال الملك القدّوس: {الَّذينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهمْ يَتَوَكَّلُونَ}. (العنكبوت: 59).
* قال العليّ القدير: {وَاصْبرْ فإنَّ اللَّهَ لاَ يُضيعَ أجْرَ المُحْسنينَ}. {هود: 155).
* إنّ الأعمال الصّالحات التي يقوم بها المسلم هي طهرة للصّائم من نحو الصيام والقيام وتلاوة القرآن وقراءة الأدعية وبسط الأيادي بالمعروف، شأن ذلك تهذيب النفس وتحبيب التقوى وتعويدها على السّماحة وجليل الأعمال الهادية إلى البرّ وفعل الخير والإحسان إلى المعوزين (رمضان، المواسم والأعياد، الكوارث، التبرّع، العود الى المدارس..).
* عن النبي ص : «الصّلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفّرات ما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر». مسلم.
فهذا الشهر المفضّل هو نور ومصدر كل خير وبركة وسعادة، فقد خصّه المولى بليلة القدر المباركة.
* عن أبي هريرة عن النبي ص قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» البخاري.
إنّ رمضان هو شهر عبادة وعمل ونشاط، فلا يجوز للمؤمن الصّادق أن يركن إلى الكسل والنّوم والتواكل بل عليه أن يواصل السعي والعمل بكل إخلاص متحليا بسلوك حضاري وبأخلاق فاضلة، وهو كذلك شهر يُسر وتراحم. قال عليه الصّلاة والسّلام: «إذا نسي أحدُكم فأكل وشرب فليتمّ صومَه فإنّما أطعمه اللّه وسقاه».
* عن أبي هريرة عن النبي ص : «إذا كان صومُ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إنّي صائم». (متفق عليه).
* وإنّ في هذا الشهر الكريم وقع فتح مكّة المكرّمة حيث خرج الرّسول الأكرم ص على رأس جيش جرّار من المقاتلين يعدّ قرابة العشرة آلاف مقاتل من المهاجرين والأنصار وطهّر الكعبة الشريفة وأذّن فوقها بلال، كما وقعت فيه غزوة بدر الكبرى، وسجّل فيه المسلمون العديد من الانتصارات الهامة.
* فلنعوّد أبناءنا منذ الطفولة على أداء هذه الفريضة حتى يشبّوا على محبّة اللّه ورسوله، وحبّ العمل وخدمة الوطن العزيز.
* قال عزّ وجلّ على لسان نبيّه في الحديث القدسيّ: (كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أجزي به ولخلوف الصّائم أطيب عند اللّه من ريح المسك. للصّائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربّه). (متفق عليه).
* قال أحد العلماء: الصّوم ثلاث درجات:
1) صومُ العموم.
2) صوم الخصوص.
3) صوم خصوص الخصوص.
1) صوم العموم: كفّ البطن عن الشهوة.
2) صوم الخصوص: كفّ السّماع والبصر واللّسان واليد والرِّجل وسائر الجوارح عن الآثام.
3) صوم خصوص الخصوص: صونُ القلب عن الهموم الدينية والأفكار الدنيوية وكفّه عمّا سوى اللّه بالكليّة.
* وحصيف قول أحد الشعراء الفطاحل:
واعملْ لطاعته تنلْ منهُ الرّضا/ إنّ المُطيعَ لربِّه لَمُقرَّبُ
----------------------------------------------------------------
الصورة المثالية للصيام
الصورة المثلى للصيام يجب أن تتوافر فيها العناصر الآتية:
إخلاص النية فيه للّه عزّ وجلّ في السرّ والعلن.
كفّ الجوارح عن المحرّمات، وبخاصة السّمع والبصر.
الكفّ عن أذى النّاس بقول أو فعل أو إشارة.
إطابة المطعم والمشرب وتجنب الإسراف فيهما.
كف اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور والعمل به.
أداء الصلوات في وقتها ليلا ونهارا.
صلاة التراويح منفردا أو في جماعة ثماني ركعات على الأقل. وهي سنة رسول ص.
قراءة ما تيسّر من القرآن نهارا أو ليلا، وتكون قراءته أثناء الصيام أكثر أجرا من قراءته ليلا.
البذل والعطاء في شهر الصيام والإحسان الى المحتاجين اقتداء برسول اللّه ص.
إحياء ليلة القدر بالأعمال الصالحات، وتحريها في العشر الأواخر من شهر رمضان.
اجتناب اللّهو والعبث قولا وفعلا.
المبادرة بإخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد.
وبالنسبة للمرأة فإنّ من شروط الصحة الخاصة بصيام المرأة الخلو من الحيض والنفاس، لأن صيام الحائض والنفساء باطل فلا بدّ من الطهارة منهما، ولا يشترط الغسل منهما في صحة الصيام فمن طهرت منهما وأخرت الغسل فصيامها صحيح.. وذلك لأن انقطاع الحيض وحده يعني الطهارة بما يبيح لها بدء الصيام.. ويمكنها بعد ذلك الاغتسال.
-----------------------------------------------------------
رمضان الضيف العزيز
عندما يزورك ضيف تحبه تتهيأ لاستقباله وتبالغ في الإعداد لهذه اللحظة السعيدة فتشتري ما يلزم من حاجيات لإكرام هذا الضيف المحبوب، وتنظف البيت وتعطره وتلبس لاستقباله خير ماعندك من الثياب، وتعد له أفضل أنواع الطعام والشراب، وتبحث له عن أنواع التسلية التي يحبها وغير ذلك.
وهنا لا بدّ أن تعلم أن ضيفك المقبل عليك هذه المرة هو شهر رمضان وهو لا يزورك في العام إلاّ مرة.. وهو ضيف لا شك أنّك تحبه وتنتظره بفارغ الصبر، لأنه يحمل لك أصنافا شتى من الهدايا المباركة.. وبالتالي يجب عليك استقباله كما يلي:
1 إخلاص النية للّه تعالى، وأن يكون مرادك وجه اللّه تعالى وحده.
2 العزم على صيامه وقيامه وبذل المستطاع في أداء العبادات والطاعات والقربات للّه تعالى.
3 التوبة النصوح عما سلف من أخطاء وآثام.
4 شحذ الهمة للمسارعة والمسابقة بالأعمال الصالحة في هذا الشهر الفضيل.
5 كثرة الدعاء أن يعينك اللّه تعالى على صيامه وقيامه ويتقبل منك.
6 المبادرة بالطاعات والإكثار منها قبل مجيئه استعدادا له.
هكذا نستقبل هذا الضيف العزيز.. وهكذا نعد ونهيئ أنفسنا لولوج أبوابه الواسعة.. كيف لا وهو السوق الرائجة، والتجارة الرابحة، وفيه الخير العميم، وصوامه وقوامه مآلهم النعيم المقيم.. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: كان ص يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم». وكان رسول اللّه ص إذا دخل شهر رجب وشعبان قال: «اللّهمّ بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان».
----------------------------------------------------------------
أدعية الصيام
الدعاء عند رؤية الهلال
اللّه أكبر، اللّهمّ أهلّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ربّنا وربّك اللّه هلال خير ورشد آمنت باللّه الذي خلقك. (ويكرّر الدعاء ثلاث مرّات).
الدعاء عند الفطر
اللّهمّ لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم.
-------------------------------------------------------------
الدعاء المستجاب
اللّهمّ أعنّا على صوم رمضان وقيام رمضان والتصدّق في رمضان، وحسن عبادتك وشكرك وحمدك في رمضان، اللّهمّ اجعله شفيعا لنا يوم أن نلقاك، وأجرنا بصومه من حرّ النّار ولهيبها، واجعلنا من الذين أنعمت عليهم بدخول الجنة من باب الريان، وأنعم علينا بخلع الرضوان، يا ربّ العالمين ويا أرحم الرّاحمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.