أبّن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين فقيد الساحة الثقافية شوقي الماجري الذي وارى جثمانه الثرى اليوم السبت 12 أكتوبر 2019 بمقبرة الجلاز. كلمة التأبين الله أكبر الله أكبر الله أكبر باسم العائلة الثقافية التونسية، والسينمائية والتلفزيونية ننعى الفنان الألمعي، المخرج التلفزيوني والسينمائي التونسي والعربي والعالمي شوقي الماجري الذي ترك بهذا الرحيل المفاجئ وهو في عزّ العطاء أحبائه من رفاقه وأصدقائه وزملائه من فنانين ومخرجين ومنتجين وممثلين وتقنيين وإعلاميين.. تركهم بصمت وهدوء، وترك كعادته النهايات مفتوحة في عظمتها! رحل عنا المثقف المرهف عن سن تناهز ال58 سنة، كان من أبرز المخرجين العالميين حيث تجلّى إتقانه الإبداعي خيالا ومخيالا في أعماله المختلفة وتجلت موهبته المبتكرة منذ بداية مشواره الفني. الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولد الفقيد شوقي الماجري في 11 نوفمبر 1961 في العاصمة التونسية، درس الثانوية في المعهد الصادقي، كما درس الراحل علم الاجتماع في بداية الثمانينيات في الجامعة التونسية، لكنه انقطع عن التعليم وقرر الذهاب لتعلم الإخراج السينمائي في المدرسة العليا للسينما والمسرح في مدينة “لودز” في بولندا حيث تخرج فيها عام 1994. تعلّم الفقيد الإخراج السينمائي على يد ثلة من المخرجين البولنديين المعروفين في المدرسة العليا للسينما والمسرح التي عرفت بإعلاء على الجوانب التقنية والجمالية والرمزية للصورة. وخلال مشواره الفني الذي قطع أشواطه في سوريا والأردن ومصر أخرج فقيدنا قرابة 13 مسلسلا دراميا وتاريخيا وحظيت أغلب أعماله بنجاح كبير.. أخرج الفقيد العديد من الأفلام القصيرة على غرار “La Poste” و”The Smell of Islam” و “Orliano” و “Clé de sol” . كما أخرج شوقي الماجري سنة 2001 مسلسل “الأرواح المهاجرة” المقتبس عن رواية بيت الأرواح للكاتبة العالمية إيزابيل أليندي فيما كانت سنة 2002 حافلة بالأعمال الدرامية الناجحة حيث قام بإخراج المسلسل التاريخي “عمر الخيام” ومسلسل “تاج من شوك” وهو عملٌ درامي تاريخي من تأليف وحوار رياض عصمت إلى جانب مسلسل “الاجتياح” الذي أحرز على جائزة إيمي العالمية عن فئة المسلسلات الطويلة. الله أكبر الله أكبر الله أكبر على حداثة سنه ترك الراحل إنتاجا غزيرا من الأعمال التي غيّرت ملامح الدراما العربية المعاصرة مضمونينا وجماليا على غرار مسلسل “أبناء الرشيد” الذي حاز الجائزة الذهبية في مجال الدراما التاريخية في مهرجان القاهرة العربي 2006 والمسلسل التاريخي “أبو جعفر المنصور” الذي يروي فترة حكم الخليفة العباسي ومسلسل “أسمهان” الذي يسرد قصة حياة الفنانة الراحلة اسمهان الأطرش، ومسلسل “هدوء نسبي” سنة 2009 ومسلسل “توق” ومسلسل “نابليون والمحروسة” سنة 2012 الذي يحاكي الحياة السياسية والاجتماعية خلال الحملة الفرنسية على مصر ومسلسل “حلاوة الروح” سنة 2014، و”مملكة النمل” الذي جمع فيه بين الخيال والإبداع والواقع المرير لتصوير معاناة الشعب الفلسطيني وحياتهم تحت الأرض ويحاكي قصة ثلاثة أجيال من الفلسطينيين المقاومين. كما توج بعدد من الجوائز العربية منها جائزة “تايكي” الأردنية لأفضل مخرج عربي عن مسلسله “نابليون والمحروسة”، وجائزة مهرجان “أدونيا” للدراما السورية عامي 2008 و2009 عن “أسمهان” و”هدوء نسبي”. الله أكبر الله أكبر الله أكبر إنه لمصاب جلل، رحل شوقي الماجري المبدع الزاهد في الظهور المؤمن بدور الدراما والسينما في النهوض بالحياة الثقافية وقدرتها على التغيير والتجديد، تاركا بصمات لا تُمحى وصورا لا تُنسى .. رحم الله شوقي الماجري و تغمده بواسع رحمته و رزق أهله و أحبابه وكامل الأسرة الثقافية جميل الصبر و السلوان . وإنا لله وإنا إليه راجعون.
