بسم الله الرحمن الرحيم تونس في 03 ربيع الثاني 1441 30نوفمبر 2019 بيان إلى الرّأي العام. لقد عاشت بلادنا حدثا انتخابيّا مصيريّا، كشف عن توجّه عامّ نحو القطع مع منظومة الفساد وذيول الاستبداد، وأعاد الحلم والأمل إلى ملايين التّونسيّين، الّذين عبّروا بوضوح عن رغبتهم في تغيير منظومة الحكم واستعادة الرّوح الثّوريّة المفتقدة. والتزاما منا بخدمة بلادنا، أعلنّا منذ البداية عن استعدادنا اللاّمشروط لمدّ أيدينا بقلوب صافية وعقول منفتحة، إلى كلّ من نعتبرهم شركاءنا في الصّفّ الثّوريّ، وحرصنا على التّجميع والتّأليف رغم كلّ ما نالنا من الأذى، كي لا نضيّع الفرصة مرّة أخرى على شعبنا. واستجابة لدعوة السّيّد الحبيب الجمليّ رئيس الحكومة المكلّف، تفاعلنا بكلّ إيجابيّة ومسؤوليّة، وكنّا أوّل من أمدّ اللّجنة المحدثة لهذا الغرض ببرنامجه في جلستين مطولتين تفاعلت معها اللّجنة ايجابيا. لكنّ الملاحظ لمسار المشاورات بعد ذلك، يدرك بوضوح أنّها قد أغرقت في الارتجال واللاّجدوى، وحادت عمّا كان منتظرا منها، فضلا عن أنّها ما زالت إلى حدّ الآن لا تقوم على إعلان سياسيّ يوضّح طبيعة هذه الحكومة المرجوّة وأهدافها وخطّها السّياسيّ. وبناء على كلّ ما تقدّم، فإنّنا في ائتلاف الكرامة نعبّر عن عميق انشغالنا إزاء الضبابية التي ميّزت هذه المرحلة من المشاورات، والتي تجسدت من خلال إصرار السيد الحبيب الجملي على استقبال أعداد مهولة من الأطراف السياسية غير البرلمانية ومن الشخصيات العامة غير المعنية بتشكيل الحكومة، ومن خلال إصراره الغريب أيضًا على توسيع دائرة المشاورات بشكل استغرق حتى رموز المنظومة البائدة والعديد من الأطراف الموصومة بشبهات الفساد، وهي منهجية نعتقد أنّها لا تبشر برؤية ثورية ولا حتى بخط سياسي واضح. كما يؤسفنا أيضا أن نسجّل الغياب الكامل لأيّة قراءة جدّية لنتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية، والتّجاهل الواضح للموقف الشعبي العام الرّافض لرموز الفساد والاستبداد. وإن ائتلاف الكرامة إذ ينبه السيد رئيس الحكومة المكلف إلى عواقب هذه المنهجية العقيمة، فإنه يجدّد نداءه للمرّة الأخيرة، إلى كلّ شركاء النضال ضد الاستبداد، من أجل التعالي على الخلافات والبحث عن القواسم المشتركة الممكنة وفرض خيار الحكومة الثورية التي تستجيب لتطلعات التونسيين في الكرامة والعدالة والرّفاه. النّاطق الرّسميّ لائتلاف الكرامة