ديقاج هي عبارة وكلمة وجملة ونص هي كتاب بل هي موقف سياسي واقتصادي واجتماعي،تعني الرّحيل ولا شيء سواه، هي اختراع تونسي بحت “ماركة مسجلة” عبّرت عمّا يختلج نفوس ملايين الناس فخرجت مدوّية مروّعة رافضة صامدة ثابتة ،لزلزلة النظام السياسي بكل ما فيه قبل 14 جانفي 2011 .ف”ديقاج” و محمد البوعزيزي نفس الشيء هما الرمز الخالد لثورة تونس مثل العلم و النشيد الوطني ..هذه الرموز لا بدّ من حمايتها والمحافظة عليها حتّى لا تهمّش ولا تبتذل ولا تستعمل في غير محلّها. ولكن للأسف لم يفهمها البعض وأصبح يستعملها هنا وهناك..فأصبحت تقال للمدير النزيه والمسؤول والأستاذ والطبيب والممرض والمعلم وغيرهم...فلا وألف لا،لأن “ديقاج”قيلت للظالم المستبدّ، لسارق الأموال وناهبها ، لمغتصب الحريات ولحبيب الظلام عدوّ الحياة..وتقال لتجار المخدّرات وعصابات السلاح وتبييض الأموال والتزوير،وتقال كذلك لسفاحي الدماء ومحتقري الشعوب وللميليشيات....ولا تقال أبدا للأب أو الأم ،ولاتقال أبدا للمربي الأستاذ والمعلم الذي كاد أن يكون رسولا لو لا سياسة التهميش التي حولتة إلى أداة دون قيمة فاعلة في منظومة فاشلة ، لا تقال للّذي إذا علّمني حرفا صرت له عبدا ، ولا تقال للمرض والطبيب ملائكة الرحمة، كما لا تقال للمحامي والقاضي والصحافي لأن كل هؤلاء يمثلون صمّام الأمان للمجتمع والثورة .فهي ببساطة تقال للذين لا يمكن إصلاحهم و يجب اقتلاعهم من جذورهم أشخاصا كانوا أو جمعيات أو مؤسسات أو أحزاب ...أليس كذلك يا من تدّعون الثقافة وتتهجّمون على اطارات الإعدادية النموذجية بصفاقس وتتسببون في غلق المدرسة ؟؟؟؟