﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾النّساء:89 تمرّ بلادنا كسائر بلدان العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا، بأزمة خطيرة تستوجب مجابهتها كثيرا من اليقظة واتخاذ خطوات استباقيّة للإحاطة بالوضع وتلافي خروجه عن السيطرة . وإنّ جمعية الخطابة والعلوم الشرعيّة بصفاقس وهي تتفهّم ما اُتّخذه رئيس الحكومة من إجراءات وقائية شملت أمرا بتعليق صلاة الجماعة والجمعة في المساجد، فإنّها في الوقت ذاته تقدّر ما انتاب رواد بيوت الله من شعور بالاستياء وهم يقفون أمامها وقد أوصدت أبوابها في وجوههم في حين يملأ النّاسُ فضاءات أخرى . واعتبارا لخطورة الوباء الّذي صنّفته منظمة الصحّة العالميّة وباء عالميّا، واعتبارا لأنّه أصبح مصدر خوف محقّق حسب تقديرات الجهات المسؤولة المختصّة، فإنّ الجمعيّة : 1/ تذكّر ب: – أنّ تعاليم الشريعة الإسلاميّة وأحكامها انتظمت في المقاصد الكلّية الخمس وهي حفظ الدّين والنّفس والعقل، والنّسل، والمال. وإنّ هذه المقاصد الكلّية وُضعت لأجل الحفاظ على الإنسان. – أنّ المؤمنين جميعا جسد واحد، ونفس واحدة، وحفظ النّفس مقصد من مقاصد الشريعة يقول تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ النساء:29، وقال سبحانه:﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾البقرة:195 – بأنّه إذا كانت التجمّعات تمثّل ضررا حقيقيّا على الإنسان وتعرّض حياته للخطر جرّاء انتقال العدوى بسهولة، فإنّ وقف هذه التجمعات يصبح مطلبا شرعيا حفظا للنّفس وضمانا لسلامة المجتمع. 2/ ترفض تعطيل إقامة شعائر الإسلام بالكلّية، ولكن بما أنّ وزارة الصحّة ومصالحها قد تحقّقت من خطورة انتشار الوباء وجدّيته، واضطرّت الحكومة إلى اتّخاذ إجراءات وقائيّة وخطوات استباقية، فإنّه يجب إيقاف صلاة الجماعة والجمعة بالهيئة المعتادة إلى حين تجاوز مرحلة الخطر الجدّي. وتقام الصّلاة كالآتي: أ إقامة الأذان في وقته بلفظه المعهود؛ لأنّه شعيرة واجبة في كلّ بلد. ب إقامة الإمام صلاة الجماعة بالإطار المسجدي دون غيرهم، وإقامة صلاة الجمعة بحضور اثني عشر شخصا على المذهب المالكي أو ثلاثة أشخاص على المذهب الحنفي، وذلك حفاظا على أداء الشّعائر الإسلاميّة، التي لا يجوز تعطيلها إلاّ إذا خلت الأرض من ساكنيها. 3/ تدعو عموم التونسيّين الى واجب الفرار الى الله بالتوبة وبالتقرّب اليه بالطاعات وترك المنكرات وبالتضرع الى ذاته العليّة لكشف البلاء عملا بقوله جل في علاه:﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ النّمل:62 اللهم احفظنا واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين مِن البلاء والوباء. 19صفاقس: رجب1441ه الموافق 14 مارس 2020م