من غير المعقول ان تكون هذه حال المدينة العتيقة قلب صفاقس النابض والحاكي تاريخها العظيم المملوء بالبطولات والتضحيات وبالدمّ الذي قدّمه اجدادنا في سبيل الحفاظ على هذا المعلم الذي يختزل صفاقس كلّها بين جنباته … من الغبن ان يكون هذا وجه عاصمة الجنوب أمام الاجانب واحبّاء التراث ذلك الوجه الذي لطّخته المدنيّة الزّائفة وأيادي أبناء المدينة بتعمّدهم العبث بحجارتها وبسورها العظيم الذي لطالما حماهم من الغزاة والمعتدين … حتّى السلط الجهويّة والبلديّة وجمعيّات المحافظة على التراث والتاريخ لم تحرّكها هذه الصّور لتوقف الجريمة النكراء التي ترتكب في حقه وفي حق كل منتسب لهذه المدينة … الحلول ظاهرة وبسيطة ولكن الإرادة الغائبة تجعلها مهمّة مستحيلة في إنتظار أن يسقط السّور ويضمحلّ وقد يكون قبلة للباعثين العقاريين لإنشاء عمارات شاهقة في صورة تمادي هذا الإهمال .