يعتبر سور مدينة صفاقس من أجمل الأسوار الإسلامية الموجودة بالبلاد التونسية والأقدم في منطقة المغرب العربي حيث انه شيّد سنة 849 م في عهد " الأمير أبي عباس محمد بن الأغلب " وقد صمد إلى يومنا الحاضر ليكون شاهدا ومؤرخا لتاريخ المدينة مضفيا عليها خصوصية ثقافية وحضارية مخصوصة ليكون همزة وصل بين عبق العمارة الإسلامية القديمة ورحيق العمارة العصرية مشكّلا لوحة فنية معمارية كانت بمثابة المرآة أو الشيفرة الدالة على مدينة صفاقس إلاّ أنّ ذلك لم يشفع لهذا السور العريق ولم يحمه من الإهمال واللامبالاة لتتهاوي بعض جوانبه تحت تأثير الزمن غير أنّ ما يشدّ الانتباه هو الجانب الغربي من السور وبالتحديد " الباب الغربي " حيث تكدّست أكياس القمامة في وجهها القبيح وما ترتب عن حرقها من أضرار بالسور وتحويل لونه البني الفاتح إلى لون السواد وسط ما يشهده من اللامبالاة والإهمال من طرف السلط المسؤولة ومنظمات المجتمع المدني وكذلك من طرف المواطنين وخاصة منهم سكان المدينة العتيقة وهي جريمة أخرى تعمق مآسي هذه المدينة على غرار جريمة " السياب " في حق صحة المواطن ليبقي السؤال مطروحا " أين سلط الاشراف والبلدية والحس الوطني الغيور على المدينة ؟ "