مدينة صفاقس إستفاقت صباح ثاني ايام العيد على جبال من القذارة والاوساخ والحرائق المصطنعة لحرقها وكان المدينة خارجة من القرن الثامن قبل الميلاد .. بقايا اوساخ الاضاحي وجلودها والفواضل المنزليّة ملات جنبات الطريق وكأن المواطن تحالف مع الاداء السيئ للبلديّة ليجعلوا من عاصمة الجنوب كلّه مصبّا عشوائيا ولم يكتفوا بذلك بل اضرموا فيها النيران لتكون شاهدا على ما وصلنا إليه من تدنّى التصرّف الحضاري ومن الانانيّة المفرطة وكان من المفروض ان تتجنّد بلديّة صفاقس الكبرى لمثل هذه المناسبة وتدفع بأسطولها للحفاظ على المواطن من جحافل الوشواشة التي وجدت في هذه الاوساخ مكانا آمنا تعود إليه بعد إمتصاص دماء المواطن التي أهرقت قبل هذا في مصاريف العيد على ايدي المضاربين والمحتكرين في غفلة من السلطة التي برزت بغيابها .. هذه حال صفاقس بعد العيد تبكي حظها التعيس في مسؤوليها وفي حكامها وفي مواطنيها الذين زادوا الطين بلّة .