لا شك بأنّ ما عاشه مرضى المستشفيين الجامعيّيْن بصفاقس منذ يوم أمس الأحد 9 أكتوبر 2011 يُعدّ تجاوزا خطيرا وجريمة نكراء بحقهم، بعد أن وجدو أنفسهم طرفا في قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وكل ذنبهم أنّهم كانوا مرضى في الوقت الخطأ والمكان الخطأ، فقد فوجئ المرضى بهذين المستشفيين بعدم مدّهم منذ يوم امس الأحد بوجبات غذائهم المعتادة، وبسؤالهم عن السبب تبيّن لهم أنّ عملة المطبخ المسؤولين عن توزيع الأكل بالمستشفى والتابعين لاحدى شركات المناولة قد دخلوا في إضراب مفتوح من أجل الضغط على مشغلهم وإدارة المستشفى لإيجاد حلول نهائية لما أعتبروه وضعية كارثية يعيشونها باتت تهددهم في مورد رزقهم، بعد أن تمّ إعلامهم بأنّه سيتم التخلي مؤقتا عن خدماتهم لبعض الأشهر ووعدهم بإنتدابهم بعد ذلك للعمل كعملة تابعين لإدارة المستشفى وليس لشركة المناولة وهو ما إعتبره البعض خديعة الغاية الحقيقية منها تسريحهم من العمل تميدا للتخلص منهم نهائيا وعدم إنتدابهم بعدها ولو بعد عشرين سنة، مما قادهم في النهاية إلى هذا الإضراب المفتوح الّذي تضرر منه كما أسلفنا المرضى الّذين حملهم حظهم العاثر إلى المرض في هذا الوقت الأغبر، ونحن إن كنا لا نقلل من اهمية المطالب وضرورة التعلق بقشة العمل والدفاع عن مورد الرزق والخبزة المرة، إلاّ أنّنا لا يمكن أن نقبل في الوقت ذاته أن يكون ذلك باستعمال المرضى كدروع بشرية وورقة ضغط لتحقيق ما يُراد تحقيقه ، وكلنا نعلم بأنّ في المستشفى مرضى يأتون من مختلف مناطق الجنوب وليس لهم من يشتري ولو ربع خبزة، وأن الأكل هو عند البعض في مرتبة الدواء وخاصة مرضى السكري، فهل يُعقل أن نحقق مطالبنا على جثث المرضى؟ هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحركة اللاّمسؤولة من عملة شركة المناولة كانت محلّ سخط بالغ من الشارع بصفاقس، وقد تمت المطالبة بمحاسبة كل من ثبتت إدانته في هذا العمل الإجرامي الّذي لم يدع مكانا لتفهم أيّ مطلب مهما كان وجيها، ونحن بدورنا نطالب السلطات للتدخل العاجل من أجل إيقاف هذه المهزلة وحلّ الأزمة في اسرع وقت ممكن لأنّ معالجة السوء بما هو أسوأ ، يصبح إدانة صريحة ومباشرة لمن قام به ولمن تجاوز عنه ولم يتدخل لمعالجته