مقال كتب على صفحات موقع " الصحافيين التونسيين بصفاقس " يوم 26 أفريل الماضي ..اختير له عنوان " قسم الأمراض النفسية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر: غوانتاناموصفاقس" . و أوجه التشابه بين السجن الأمريكي سيئ السمعة و القسم المذكور هو ما يلاقيه النزلاء في كليهما من "سوء المعاملة " و"وضع الأغلال في اليدين " و "التقييد إلى الفراش " و "تجهيز الغرفة بحواجز حديدية" و "عمليات تعذيب …لا يمكن تكذيبها بعد مشاهدة آثار ذلك" !! وقد لفت الصحفي انتباه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى هذه " المأساة الإنسانية" و طالبها بالتدخل العاجل بصفتها منظمة تسعى إلى حماية حقوق الإنسان مهما كان وضع وصفة و حالة ذلك الإنسان. و تجاوبا مع هذه الدعوة وسعيا منها للتثبت من حقيقة الوضع داخل قسم الأمراض العقلية و التثبت من شبهة اقتراف تعديات على حقوق الإنسان ٬ و بعد أن أحاطت بملف الأشخاص المصابين بمرض عقلي من الناحية الحقوقية من خلال القانون التونسي و المعايير الدولية ٬ قامت الرابطة بكل المساعي من اتصال مباشر و اتصال هاتفي و تقديم طلب في الغرض بتاريخ 14 سبتمبر إلى مدير العام المستشفى الجامعي الهادي شاكر٬ فانه إلى اللحظة لم يرد ردّ ايجابي من لدن الإدارة!! حتى تتم زيارة استقصائية . يذكر أن الرابطة اتصلت أيضا بنقابة المستشفى التي عبرت عن استعدادها للتعاون. إن امتناع الإدارة عن فتح أبواب قسم الأمراض العقلية أمام الرابطة للمعاينة و الملاحظة ٬ يدفع إلى الشك في حصول فعلي لبعض الانتهاكات و التجاوزات في حق المرضى و يفتح الباب أمام التخمينات حول ما يجري حقيقة في القسم ٬ وحول الوضعية القانونية للمرضى الذين تقرر في شأنهم الإيواء دون رضاهم أو بطلب من الغير أو الوجوبي . خاصة وأن حادثة قد سجلت في الآونة الأخير بذات القسم بالضبط يوم 5 نوفمبر. وهو ما يحمل الإدارة مسؤولية التستر على خرق القانون الذي يحمي الأشخاص المصابين بأمراض عقلية. فالرابطة على بيّنة من الإشكاليات و الصعوبات التي يعاني منها قطاع الصحة بصفة عامة و من ظروف العمل القاسية و من نقص الإمكانيات و المعدات و التجهيزات و من تدهور للبنية التحتية للوحدات الصحيّة ٬ لكن لا يبرر ذلك أبدا انتهاك كرامة البشر و التعدي على حقوقهم . فافتحوا الأبواب و لا تغلقوها . و دعوا الرابطة تقوم بزيارات دورية و فجائية.