هي ظاهرة نخرت المشهد العمراني بصفاقس حدّ النخاع وبتنا معها نتساءل هل أصبحنا مع الثورة نستعيد قوة القانون أم قانون القوة ومنطق التهديد والوعيد وتجاوز كل الخطوط الحمراء وفي أحيان كثيرة بمباركة هذا المسؤول أو ذاك بدعوى الخوف على حياته ، وبمنطق أخطى راسي وإضرب ، من ذلك ما شهدته منطقة القصاص بطريق منزل شاكر كلم 4 حيث تواردت علينا منذ يوم امس عشرات المكالمات من مواطنين يستنكرون قيام أحدهم بالشروع في بناء نصبة بالآجر على الرصيف تمسح قرابة ال 20 متر مربعا ، في منظر مفزع وقبيح ، وقد أكّد لنا بعض هؤلاء المواطنين أنّهم قاموا بالاتصال بالمصالح البلدية لإتخاذ الإجراءات اللازمة وإيقاف هذه الجريمة خاصة وأنّ صاحب النصبة قام بإقتلاع نخلة من الرصيف حتى لا تغطي نصبته المفترضة، وقد كانت إجابة المسؤولين البلدية صاعقة حسب رواية المواطنين فقد تمّ إعلامهم بأنّ صاحب النصبة هددهم بالقتل إذا لم يوافقوا على مطلبه ذاك وأنهم غير مستعدين لتحمّل مخاطر رفض ذلك المطلب، وهو بالطبع تعليق لا يستحق لأي تعليق ، على كل المواطنون الّذين سدّت المنافذ أمامهم إتّصلوا بنا راجين إبلاغ أصواتهم لمن لا يخاف مثل هؤلاء المنحرفين من رجال الأمن والجيش الوطني لإيقاف أشغال هذه المهزلة ، خاصة وقد علمنا بأنّ صاحبها قد شارف على الإنتهاء من بناءها في ظرف يومين بعد أن نصحه أحد المسؤولين البلديين بذلك حتى تصبح النصبة واقعا لا يستطيع احد تغييره أو إزالته، علما بأنّ المساحة المبتنى عليها هي ملك للدولة ومسجلة في دفتر خانة منذ أوائل هذا القرن ولا ندري بأيّ حق سمح المسؤولون البلدييون لأنفسهم بالتصرف فيها بهذا الشكل المخالف للذوق والقانون، ونحن إذا نطالب السلطات الأمنية بالتدخل العاجل فإنّنا ايضا نطالب بالتتبع القضائي لكل مسؤول بلدي ثبت تورطه في الموافقة ولو بالصمت على قيام مثل هذه الفقاعات السامة في تونس ما بعد الثورة مهما كانت تعلاّته ، ولكل مسؤول نقول إمّا أن تعمل بصدق وتفان وتكون في مستوى المسؤولية المناطة بعهدتك ولا تخاف في الحق والقانون لومة لائم ، وإلاّ شد دارك فذلك افضل لنا وللوطن ولمن كانوا أمثالك