إحتفلت مدينة صفاقس كغيرها من مدن الجمهورية بالذكرى الثالثة للثورة التونسية التي شاركت فيها هذه المدينة المجاهدة بنصيب وافر حيث خرجت عن بكرة أبيها يوم 12 جانفي 2011 في مسيرة تاريخية نادت بإسقاط المخلوع وبحل حزبه الذي كان آلة فساد تتصرف في تونس وخيراتها يومها دق المسمار الاخير في نعش الحكم الديكتاتوري لبن على فماذا إستفادت صفاقس من الثورة ؟ يمكن الجزم ان صفاقس لم تستفد بشيء من الثورة فالتهميش تواصل والنسيان إستمر وتهرات البنية الاساسية دون تدخل الدولة وبقيت المواضيع الحارقة رغم مرور ثلاث سنوات تراوح مكانها فالسياب مازالت تنفث سمومها في رئة المدينة والخدمات الصحية تدنت بصورة كبيرة وأسطول النقل تهرأ هو الآخر وأصبحت المدينة فريسة النقل الفردي الذي إستغل الفراغ أحسن إستغلال وحتى الوعود بقيت حبرا على أوراق الوزراء الإنتخابية وحتى المستشفى الجامعي الجديد دخل طي النسيان لإستعماله في تلميع صورة الحاكم كلما اراد ذلك والمدينة الرياضية هي الاخرى لم ترى النور ولا يعرف أي صفاقسي متى سيكون ذلك ولعل الأتعس من كل هذا هو إنحدار المدينة إقتصاديا من المرتبة الاولى إلى المرتبة السابعة ولم تعد صفاقس عاصمة للجنوب ولا عاصمة إقتصادية كما كانت تسمى , حصيلة هزيلة وهزيلة جدا تكاد تكون متطابقة مع أغلب الجهات لأن الجميع إعتبر الثورة مكسبا سياسيا وإنشغلوا عن البناء بالخصام والتكالب على المناصب والتفكير في الإنتخابات والمواقع المتقدمة في السلطة ونسي الجميع ان الثورة قام بها الفقراء والمعطلون عن العمل والشباب وأبناء الجهات المنسية ولهذا كان الإحتفال باردا وعاديا ورفعت فيه نفس المطالب التي رفعت إبان اول أيام الثورة .