من منا لا يتذكر تلك الحملات التحسيسية والومضات الخاصة بحماية البيئة والمحيط؟ من منا اليوم لا يعي قيمة المخاطر الناتجة عن التلوث وألفضلات المنتشرة في جميع الربوع ،والتي تمثل خطراً على التنمية المستدامة وعلى أجيال المستقبل ؟ فعلى ما يبدو ، فإن هاته الحملات المذكورة أعلاه ، والتي لا ندري حقيقةً سبب اختفائها ، قد ولدت تحسناً نسبيا في سلوك المواطن التونسي مع بيئته ومحيطه ، ماعدا المسؤولين عن التصرف ورسكلة هذه النفايات ، والتي ساهمت في خلق حالة من النفور والمبالاة في السلوك البيئي لبعض المواطنين. فعلى سبيل الذكر ، تواجه عديد الشركات اليوم مشكلة التصرف في البطاريات المستعملة ، لما تمثله هذه النفايات من أخطار بيئية جمة ، خاصةً في غياب حاويات خاصة بها وضبابية التعامل مع الهياكل المختصة في التصرف فيها. فرغم محاولات الإتصال بها عديد المرات من قبل الشركات ، فإنها بقيت في حيرة لغياب الإجابة الشافية والضافية عن هذا المشكل من قبل الهياكل المختصة ، إضافةً لتزايد كميات البطاريات المستهلكة بشكل يومي وبنسق مرتفع نتيجة استعمالها بصفة كبيرة من قبل الشركات والمواطنين. ورغم تلقي الشركات لوعود من قبل هذه الهياكل ، بتنصيب حاويات خاصة بالبطاريات المستهلكة بجانب المدارس والشركات ومباركتنا لهذه الفكرة ، فإن التعجيل بتركيزها أصبح اليوم ضرورة ملحة حتى لا نفسد ماتبقى لأجيالنا القادمة.