تعيش ليبيا على وقع حدث استثنائي، وهو مؤتمر القبائل والمدن الليبية الذي يشارك فيه أكثر من 2000 من القيادات الاجتماعية والشيوخ والأعيان من كافة أرجاء البلاد. وستشارك القبائل العربية في المؤتمر إلى جانب قبائل تمثّل الأقليات العرقية من الأمازيغ والطوارق والتبو، في الوقت الذي ينتظر أصحاب القرار السياسي والعسكري في طرابلس وبنغازي ما سيصدر عن القبائل من قرارات حاسمة اليوم. ووفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية، فسينعقد هذا المؤتمر الأول من نوعه في البلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، في مدينة العزيزية (45 كلم جنوبطرابلس)، إحدى مدن قبيلة ورشفانة، ثالث أكبر القبائل الليبية بعد ورفلة وترهونة، والتي يبلغ عدد المنتمين إليها أكثر من 800 ألف نسمة. قرارات الحسم القبلي وقالت مصادر مطلعة إن قرارات حاسمة ستصدر عن المؤتمر الذي سينعقد اليوم، ومنها تشكيل مجلس للقبائل واتخاذ إجراءات بعودة المهجرين البالغ عددهم مليونين و300 ألف، أي ما يتجاوز ثلث الشعب الليبي، والعمل على تحقيق المصالحة القبلية وعودة 500 ألف ليبي في الشتات الداخلي. وسيدعو المشاركون في المؤتمر إلى إطلاق سراح المعتقلين في السجون الخاضعة للميليشيات ومنهم 3 آلاف امرأة وأكثر من 25 ألف رجل وشاب وطفل، وإلى تسليم جثامين القتلى ومنهم العقيد الراحل معمر القذافي ونجله المعتصم بالله القذافي ووزير دفاعه أبوبكر يونس جابر إلى قبائلهم لدفنها. الموقف من "الكرامة" ولم تعلن القبائل الليبية الكبرى المحافظة على ولائها للنظام السابق، ومنها ورشفانة التي تستضيف المؤتمر، بعد تأييدها أو رفضها لمبادرة اللواء حفتر واختارت الحياد، نظراً لأن المعركة تدور في إطار منظومة 17 فبراير، كما أكد سالم المعيوف رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلّة، أكبر القبائل الليبية، أن قبيلته لم تصدر أي بيان أو موقف من تحولات المشهد الليبي الراهنة. وقالت مصادر إن القبائل الليبية الكبرى وخاصة ورشفانة وترهونة وورفلّة اختارت النأي بنفسها عن مستجدات الصراع، واتفقت على عدم المشاركة في أية معركة تحت شعارات ثورة فبراير التي لا تزال غير معترفة بها. وقال أعيان القبائل: "تم قتل أبنائنا وسجنهم وتعذيبهم وتهجيرهم وسبي بناتنا وتدمير مدننا وقرانا وانتهاك حرماتنا في ظل ثورتهم، واستقووا علينا بالأجنبي تحت شعارات ثورة فبراير، فكيف نحارب معهم تحت الشعارات ذاتها؟".