مظاهر التخلّف كثيرة وكثيرة جدّا في صفاقس وقد آن الاوان أن تتخلّص منها إلى الابد وهي في ظاهرها صغيرة ولكنها تعطي إنطباعا سيئا لزوّارنا ولقاصدي المدينة التي يسمعون عنها الكثير وعن جدّية اهاليها ونظافتهم وما هو موجود الآن لا يمتّ بصلة إلى الحضارة ولا إلى مظاهر التمدّن والتقدّم بل بالعكس فهي تقيم الدليل أننا تاخرنا كثيرا عن ركب الحضارة وعدنا بتصرّفاتنا إلى حقبات الإستعمار والجهل فهل من المعقول أن تستقبل صفاقس زوّارها بالروائح الكريهة من المدخلين الشمالي والجنوبي ؟ وهل من المعقول أن يجد القادم إلينا جوّا سماسرة التاكسيات في إنتظارهم وجبال الاوساخ على كامل طريق المطار ؟ أما داخل المدينة فحدّث ولا حرج فالكلاب السائبة تمرح في الحدائق العموميّة والاوساخ والمياه الآسنة في كلّ مكان والتلوّث الأخلاقي زاد الطين بلّة فهل هذه هي صفاقس ؟