إنفتاح حركة النهضة على نداء تونس وعلى العائلة الدستوريّة التي كانت العدوّ رقم واحد لحركة النهضة أصبحت حقيقة فرضتها التكتّلات السياسيّة الجديدة التي تعيشها البلاد خاصّة بعد خروج النهضة من الحكم وخوفها من فقدان القاعدة الشعبيّة التي كانت تتمتّع بها والتي اوصلتها إلى الحكم واعطتها اغلبيّة مريحة في المجلس الوطني التاسيسي وتاقلما مع الوضعيّة الجديدة للخريطة السياسيّة فإن اغلب المحلّلين السياسيين يرون ان حركة النهضة قد تتخلّى على صقورها الذين عرفوا بتشدّدهم ورفض بقيّة الأحزاب خاصّة التي تشتمّ منها رائحة النظام القديم وخاصّة نداء تونس والأحزاب الدستوريّة وقد تقدم النهضة على هذه الخطوة الخطيرة على تماسكها ووحدة الصفّ والإنظباط الذي عرفت به في سبيل المضي قدما في تفتّحها ومحاولة الهروب من الإتهامان العديدة التي تطال هؤلاء الصقور والتي اثرت على النهضة تاثيرا كبيرا ورغم نفي قيادي الحركة ذلك لوسائل الإعلام إلا انه من المرجّح ان يقع " تشبيب " القيادة الحزبيّة للحركة للتخلّص من بعض الصقور خاصّة الذين تقدّموا في السنّ فهل ستكشف لنا الايام القادمة السابقة للحملة الإنتخابية عن هذه التغييرات أم هل ان الغنوشي سيحاول الحفاظ على البناء الهرمي لحزبه وعدم خلق ما من شأنه ان يكون سببا في تشرذمها ؟