فرنسا تنتزع لقب أطول ''باقات'' في العالم من إيطاليا !    30 مؤسسة تستكشف السوق النيجيرية    مهدي بلحاج: هضبة سيدي بوسعيد مهدّدة    اجتماع أمني تونسي ليبي بمعبر راس جدير    متاحف بريطانيا تعير غانا الكنوز الملكية المنهوبة أثناء الاستعمار    الرابطة المحترفة الثانية: نتائج مباريات الدفعة الثانية للجولة الحادية والعشرين    بصورة نادرة من طفولته.. رونالدو يهنئ والدته بعيد الأم    مرحلة التتويج من الرابطة الأولى: النادي الصفاقسي يعقّد وضعية النادي الافريقي    اوّل انتصار ..ثلاثيّة امام النادي الافريقي ترتقي بالفريق الى المرتبة الرابعة    صفاقس: إحباط 22 عملية حَرْقة والقبض على 10 منظّمين ووسطاء    سليانة: السيطرة على حريق نشب بأرض زراعية بمنطقة الهوام    عاجل/ مداهمة مكاتب قناة الجزيرة في القدس ومصادرة معدّاتها..    منوبة: الاحتفاظ بمجموعة حاولت تحويل وجهة شخص واغتصابه باستعمال العنف    سوسة: منفّذ عملية براكاج باستعمال آلة حادة في قبضة الأمن    مرحبا قُدوم دينا في بيت الصديق ابراهيم وحرمه نرجس    وزير الشّؤون الدّينية يختتم الملتقى التّكويني لمؤطّري الحجيج    معهد الصحافة وعلوم الأخبار: المعتصمون يقررون تعليق مقاطعة الدروس ومواصلة الاعتصام    جمعية مرض الهيموفيليا: قرابة ال 640 تونسيا مصابا بمرض 'النزيف الدم الوراثي'    إنتاج الغلال الصيفية ذات النّوى يبلغ 245 ألف طن    فص ثوم واحد كل ليلة يكسبك 5 فوائد صحية    تستور: الإحتفاظ بعنصر إجرامي مفتش عنه من أجل " سرقة مواشي والإعتداء بالعنف الشديد ومحاولة القتل".    الاثنين : انطلاق الإكتتاب في القسط الثاني من القرض الرقاعي الوطني    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الأحد 5 ماي 2024    محكمة الاستئناف بالمنستير توضّح بخصوص عدم الاستجابة لطلب القاضي أنس الحمايدي    رسميا "ناجي جلّول " مرشّح حزب الإئتلاف الوطني للإنتخابات الرئاسية    أريانة: الكشف عن وفاق إجرامي وحجز كمية من الهيروين وسلاح ناري أثري    حقيقة الترفيع في تعريفات الكهرباء و الغاز    كأس تونس لكرة اليد... «كلاسيكو» من نار بين «ليتوال» والترجي    تفاصيل الاكتتاب في القسط الثاني من القرض الرّقاعي الوطني لسنة 2024    الإدارة الجهوية للتجارة بولاية تونس ترفع 3097 مخالفة خلال 4 أشهر    مختصّة في أمراض الشيخوخة تنصح باستشارة أطباء الاختصاص بشأن أدوية علاجات كبار السن    أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف حرب الإبادة في غزة وحشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطين    للمرة ال36 : ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني    المهدية: الاحتفاظ بشخص محل 15 منشور تفتيش وينشط ضمن شبكة دولية لترويج المخدرات    ظهرت بالحجاب ....شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في الكويت    هذه مواعيدها...حملة استثناىية لتلقيح الكلاب و القطط في أريانة    طقس قليل السحب بأغلب المناطق وارتفاع طفيف للحرارة    جامعة الثانوي تدعو الى وقفة احتجاجية    نتائج الدورة 28 لجوائز الكومار الادبي    لتحقيق الاكتفاء الذاتي: متابعة تجربة نموذجية لإكثار صنف معيّن من الحبوب    الرابطة المحترفة الثانية : نتائج مباريات الدفعة الأولى للجولة الحادية والعشرين..    شيرين تنهار بالبكاء في حفل ضخم    هند صبري مع ابنتها على ''تيك توك''    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    انتخابات الجامعة:إسقاط قائمتي التلمساني و بن تقية    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.ناجي جلّول (قيادي وعضو بالمكتب التنفيذي والسياسي ل«نداء تونس»):يجب تمشيط المجلس التأسيسي قبل تمشيط الشعانبي
نشر في التونسية يوم 27 - 08 - 2014

قوّة «النّداء» في تناغمه مع الرأي العام كاريزما رئيسه وقوّة «النهضة» في فاعلية «آلتها»
هل مسّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من الحريات لمّا أمر بهدم أحد مساجد الفتنة ؟
أرى «الجبهة الشعبية» قوّة ثانية بعد «النّداء»
هذه الأحزاب ستكون شريكتنا في الحكم إذا فزنا في الانتخابات
«النّداء» حزب أبكم بلا يساريين
حوار: هاجر وأسماء
أمام التصدع والاختلافات التي شقت صفوف حزب «نداء تونس» بداية من تأجيل مؤتمره الى تعيين ابن الباجي على رأس قائمة تونس 1 وصولا الى تجميد نشاط فوزي اللومي بات التساؤل عن مدى حظوظ هذا الحزب الذي شكل اول مظلة للدساترة في الانتخابات ومدى صلابته في مواجهة منافسه التقليدي «النهضة» الذي يتميز بالصلابة والانضباط. «التونسية» كان لها لقاء مع الدكتور ناجي جلول قيادي وعضو بالمكتب التنفيذي والسياسي لحزب «نداء تونس» وتطرّقت فيه معه إلى ما يعيشه الحزب في الآونة الاخيرة من تجاذبات, وحظوظه في الانتخابات التشريعية وحقيقة تجميد اليساريين وتغييبهم على مستوى القائمات وموقفه من حكومة التكنوكراط غلق المساجد وحل الجمعيات إلى جانب تقديراته لأسباب الارهاب وكواليس تعطيل المصادقة على قانونه وغيرها من المواضيع الحارقة التي تشغل الراي العام التونسي.
البعض اعتبر ان حزب «نداء تونس» فشل في تكريس الديمقراطية صلبه خاصة بعد تصريحات فوزي اللومي لإحدى القنوات التلفزية ممّا حدا بالبعض الى القول إنّ فاقد الشيء لا يعطيه. ما تعليقك على ذلك؟
في رأيي وقع تضخيم تصريحات فوزي اللومي التي تزامنت مع الجدل القائم حول القائمات الانتخابية. كما انه لا يمكن الحديث عن التسيير الديمقراطي صلب حزب في طور التشكل لم يعقد بعد مؤتمره التأسيسي. فهذه المآخذ تأتي بعد ان تعقد الاحزاب مؤتمراتها الجهوية والوطنية والخطأ الذي ارتكبه «النداء» حسب رأيي هو تأجيل المؤتمر الذي كنا ننوي عقده خلال شهر جوان الفارط وقد اثر ذلك سلبا على الاستشارات الجهوية الخاصة بالقائمات الانتخابية. لكن الغضب الذي نراه لدى البعض ناجم حسب اعتقادي عن ضعف الثقافة السياسية وهو ما يجعلهم يعيشون الانتخابات المقبلة كأنها نهاية التاريخ في حين انها تشكل حلقة من حلقات انتقال ديمقراطي طويل وشاق. ومرده ايضا غياب التقاليد الحزبية العريقة في بلادنا فمن المفروض ان تختار لجان حزبية مختصة للوافد الجديد على الحزب نشاطا carriere سياسيا يتناغم مع مؤهلاته اي ان يكون نائبا في مجلس الشعب أو وزيرا أو مسؤولا حزبيا والمسألة ليست مسألة كفاءة بل مسألة مؤهلات. فالنائب يجب ان يكون قادرا على العمل الميداني والتواصل مع الناس في حين يشترط في الوزير الكفاءة العلمية والقدرة على ادارة مجموعات العمل. أما المسؤول الحزبي فهو رجل السياسة بامتياز لأنه يضع الاستراتيجيات السياسية والحزبية ويحسن توظيف «الآلة» الحزبية .
هل من شأن المشاكل التي تطفو من حين إلى اخر إضعاف قدرة «النداء» على الفوز في الانتخابات في ظل التضامن المطلق بين اعضاء حزب «النهضة»؟
قوة «النداء» تكمن خاصة في تناغمه مع الرأي العام وكاريزما رئيسه في حين تكمن قوة «النهضة» في تماسكها وفاعلية «آلتها» لكن عَقْدَ هذه الآلة بدأ في الانخراط منذ مدة وعلا في رحاب مونبليزير الصخب والضجيج والعراك حول الترشحات وما ينجر عنها من استقالات وقائمات مستقلة. لقد دب الشك والانشقاق في صفوفهم بعد نفاد مغانم السلطة «وكنوز الحرب» التي راكموها طيلة سنوات. أما مشاكل «النداء» فهي عابرة وستنتفي مع بداية الحملات الانتخابية .
ما هي استعداداتكم قاعديا لإنجاح حملتكم الانتخابية على الصعيد الداخلي والخارجي ؟
إضافة الى الهياكل القارة وقع إحداث هياكل جديدة خاصة بالحملات الانتخابية التشريعية والرئاسية وقد اشرفت على بعثها هيئة قارة يتراسها فوزي اللومي دورها تعبئة الموارد البشرية والمادية اللازمة لإنجاح الحملات الانتخابية على الصعيدين المركزي والجهوي .
يرى ملاحظون ان المشهد اليوم يوحي بتكرار نفس السيناريو الذي وقع في الانتخابات الى اي مدى يصح هذا القول حسب اعتقادكم؟
لا اظن ذلك لأن الانتخابات السابقة تميزت بتشرذم منقطع النظير للقوى الديمقراطية والحداثية وبتعدد القائمات المستقلة. أما الانتخابات القادمة فيدخلها اليسار موحدا في اطار «الجبهة الشعبية» وبقوة وسطية حداثية جديدة اي «نداء تونس» لتتحول العملية الانتخابية الى شبه استقطاب ثلاثي «النداء»، «الجبهة» و«النهضة» وأتصور أن «الجبهة» ستكون القوة الثانية بعد «النداء» وستتوزع بقية الاصوات بين «آفاق تونس» و«الاتحاد من أجل تونس» و«الجمهوري» و«التكتل» و«المبادرة» و«الحركة الدستورية».
ان المتامل في قائمات «نداء تونس» يسترعي اهتمامه غياب شبه كلي للمراة على رأس قائماته باستثناء قائمة نابل رغم ان الحزب زاخر بالمناضلات والكفاءات النسائية ؟
صحيح هناك نقص علينا تفاديه لاحقا ولكني بصراحة لا أؤمن بالتمييز الايجابي « لأنّ التناصف يجب ان ينبع من ايمان فعلي بالمساواة بين الجنسين وإلاّ يصبح الأمر مجرد شعار. وقد راينا كيف دافعت نائبات «النهضة» عن «نظرية المكملة «وعارضن «اتفاقية سيداو» وهللن لعدة فصول في دستور جوان تحط من مكانة المرأة. وبما أنها ليست بناقصة عقلا ودينا فعليها ان تناضل لتفتك مكانتها في المشهد السياسي بعيدا عن وصاية الرجال كما افتكتها في عدة مجالات أخرى .
لماذا ارتأى حزبكم الدخول بقائمات مستقلة في الانتخابات التشريعية هل ذلك مرده عدم التوصل الى توافق مع الاحزاب السياسية ذات نفس المرجعية ام انه ايمان بقدرة الحزب على الفوز بمفرده ؟
حاولنا الدفع نحو قائمات مشتركة مع مكونات «الاتحاد من أجل تونس» و«المبادرة» و«آفاق تونس» ولم نستطع التوصّل الى حلول ترضي الجميع لكننا سنتعاون خلال الحملة الانتخابية وسيكونون شركاءنا في الحكم في حالة فوزنا بالانتخابات لأننا نشترك في نظرتنا لمدنية الدولة والحداثة وتحرير المرأة والعدالة الاجتماعية ومكانة تونس في المجال المتوسطي .ومن كل هذه المكونات سيولد بعد الاستحقاق الانتخابي حزب وسطي ديمقراطي اجتماعي تتمحور حوله الحياة السياسية لفترة طويلة .
يروج في الكواليس ان هناك اتفاقيات سرية بين العائلة الدستورية للتوحد واحداث المفاجأة في الانتخابات... ما مدى صحة الخبر؟
لا ادري ولكن العائلة الدستورية سائرة نحو التوحد في اطار حزبي «المبادرة» و«الحركة الدستورية» كما يضم «النداء» جزءا هاما من هذه العائلة التي لا اراها تتوحد بصفة نهائية الا بعد الانتخابات لان كثيرا من الخلافات والصراعات مازالت تشقها. وفي كل الاحوال تبقى العائلة الدستورية جزءا اصيلا ومكونا بارزا من مكونات الصف الحداثي الديمقراطي ذي المرجعية البورقيبية .
انسحبت ألفة يوسف من حزب «نداء تونس» لرفضها لازدواجية الخطاب والحسابات الضيقة وكأنها اصيبت بخيبة أمل أم أنه يصعب على المثقف تحمّل ضوابط العمل الحزبي؟
اتفهم موقف زميلتي وصديقتي ألفة لأن المثقف بحاجة الى هامش من الحرية لممارسة دوره النقدي وعملية البناء الفكري وهو ما لا يتناغم دوما مع الانضباط الحزبي. لكن الاحزاب بحاجة ماسة للمثقف لتخليق السياسة والخروج بالصراع السياسي من دائرة الجدال والسجال الى دائرة الفكر والمشروع. ولا يمكن للحقوقيين والساسة التقليديين أن يصنعوا بمفردهم الاستحقاقات السياسية والاجتماعية للثورة لأنّ السياسات العامة تحتاج دوما الى من ينتج القيم والمعايير ويرسم الخرائط الرمزية للمجتمع ويعقلن القرار مع قوة المقترح وهو دور لا يمكن لغير المثقفين لعبه .
وانت باعتبارك من المثقفين كيف تتعايش في ظل كل هذه الارتباطات والقيود التي من شانها ان تتعارض في أحيان كثيرة مع المبادئ والمثل ؟
لقد فشل ابن خلدون سابقا في مجال السياسة فلاحقه الاضطهاد ففرّ بجلده وكتب «كتاب العبر» بعيدا عن اهله ووطنه .انا لا اريد ان افشل مثله وأرى أن النظام الديمقراطي يخول التوفيق بين السياسة والفكر والمثقف وحده قادر على تجديد السياسة وصياغة المشاريع ,لكن حذار من الخلط فالحزب السياسي ليس بمنتدى ثقافي وليس بجامعة بل هو اداة للوصول للسلطة وممارستها من اجل السمو بالجنس البشري. وللأسف لم يتمكن المثقفون خلال الثورة من تصدر الموقع الذي يليق بهم في المشهد السياسي رغم مساهمتهم العريقة في معارك الديمقراطية والحريات العامة .ومازال حضورهم في هذا المشهد محتشما وهو ما سوف ينعكس على مجلس الشعب القادم في فترة نحتاج فيها الى العقل الذي يخلق العمل السياسي ويعطيه عمقا فكريا يخرجه من دائرة السجال والجدل العقيم حول «استحقاقات الانتقال الديمقراطي».
اعتبر البعض ان ترشح حافظ قائد السبسي عن دائرة تونس هو الخطأ الثاني الذي ارتكبه الباجي بعد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية فما رأيك؟
بالعكس فبعد التحول من نظام رئاسي الى نظام شبه برلماني وما ينجر عن ذلك من عدم استقرار سياسي بفعل تغير الاغلبيات و»سمسرة الاخوان» اصبحنا في حاجة الى رئيس جمهورية محنك له تجربة طويلة للمحافظة على وحدة البلاد وتواصل سياستها الخارجية والدفاعية خاصة بعد «شطحات «الرئيس منصف المرزوقي التي أضرّت بسمعة بلادنا ومكانتها بين الامم .وشخصيا لا أعرف سياسيا آخر قادرا على القيام بهذه المهمة غير الاستاذ الباجي قائد السبسي اما بالنسبة لحافظ قائد السبسي فاني ارى جدلا «شعبويا «حول التوريث فالأستاذ الباجي لم يهد ابنه حقيبة وزارية ولا مزرعة من مزارع املاك الدولة بل سمح له بالترشح للانتخابات في دائرة صعبة نسبيا وما على أعداء التوريث الا عدم انتخابه.
بعض رؤساء القائمات لم يحظوا بتأييد شعبي في بعض المناطق باعتبارهم وجوها تجمعية مستهلكة فعلى أي أساس تم اختيارها؟
لم نخض بعد الانتخابات لنتحدث عن تأييد أو رفض شعبي ولكن صحيح بعض رؤساء القائمات رفضوا من قبل الهياكل الجهوية لانهم ليسوا من منخرطي الحزب واعتبروا مسقطين على الجهة أو هم من الوجوه التجمعية المستهلكة او فاقدة للإشعاع .
انا شخصيا مع احترام ارادة المناضلين والبحث قدر الامكان عن صيغ التناغم بين القائمات ومنخرطي الحزب لان كل الدراسات العلمية أثبتت ان الحزب الذي يدخل الانتخابات متصدعا يخسر هذا الاستحقاق.
لم نر على رأس القائمات وجوها يسارية. هل يعني ذلك كما يقول البعض أن دورهم انتهى في هذه المرحلة وستستغنون عنهم, ونخص بالذكر الطيب البكوش وعبد المجيد الصحراوي ؟
ناجي جلول , نور الدين بن تيشة, سعيدة قراش كلهم ابناء «النداء» وأعمدة روافده وبدونهم وبدون الدساترة والمستقلين ينتفي وجود الحزب, فاليساريون يشكلون الذراع الاعلامي والفكري ل«النداء« وبدونهم يصبح حزبا أبكم. لكن صحيح لا يبدو الرافد اليساري ممثلا بما فيه الكفاية على رأس القائمات وهي مجرد صدفة لا تعبر عن تمشّ معيّن لا قصائهم .
ألا يعد ذلك مسّا بالروافد إحدى أهم خصوصيات «نداء تونس»؟
لا لأن هذا الرافد حافظ على مكانته داخل الحزب لكن يجب تلافي هذا الامر خلال الاستحقاقات القادمة دون السقوط في فخ المحاصصة .
وأنت كنت من اليساريين الاشاوس كيف تقيم دور «الجبهة الشعبية» هل هي على الدرب الصحيح ام اخطات وقدرها ان تبقى في المعارضة؟
مازلت يساريا بورقيبيا لان البورقيبة تعني الاحساس بالآخر بعيدا عن التحنط الايديولوجي كما ان «الجبهة» حافظت على تماسكها وكذبت كل من تكهن بتصدعها وهي سائرة على الدرب الصحيح لكن تنتظرها مراجعات فكرية لمزيد تنمية ثقافة الحكم لدى مناضليها وكذلك ايجاد مسافة سياسية اكبر بينها وبين اتحاد الشغل وذلك بعدم الاكتفاء بالنضال على الواجهة الاجتماعية .
ما هو تقييمك لأداء حكومة مهدي جمعة على مدار هذه الاشهر وهل ترى انها ادت دورها على الوجه الاكمل ؟
لا يمكن لحكومة تكنوقراط ان تنجح خلال فترة تُعدّ سياسية بامتياز. عندما نرى ان جانبا من بلاد الثورة غدا ممولا للإرهاب نفهم فشل هذه الحكومة وفشل الطبقة السياسية عامة. لقد ثار الشباب مطالبين بالتغيير والحكومة تقول لهم «لنعد الى الماضي «فاتجه الشباب نحو الجماعات الجهادية التي توفر له «حلا كارثيا لمشكلة حقيقية «المشكلة هي البطالة ,الفقر ,التهميش وانعدام الكرامة والحل ليس مزيد اثقال كاهل الفقراء بالضرائب والإتاوات إرضاء للبنوك العالمية وبعض العائلات المتنفذة التي تريد الحفاظ على مصالحها وامتيازاتها .
في اعتقادك من يتحمّل مسؤولية تسلّل الإرهاب الى بلادنا وهل ترى أنّ المجهودات المبذولة كافية استئصاله؟
يتحمل مسؤولية هذا التغلغل من قال «إنهم أبناؤه ويبشرون بثقافة جديدة « ومن يسمح لهم بتكوين الجمعيات ونصب الخيام الدعوية وبسط المعسكرات وقرصنة المنابر ومن اختص في سياحة شيوخ الفتنة والتكفير ومن قسم التونسيين الى كفّار ومسلمين وسمح بهجرة ابنائنا الى سوريا والعراق انها بدون شك حكومة «الترويكا» وحركة «النهضة» ورغم بعض التطور فان حكومة المهدي جمعة لم تتمكّن بعد من بذل الجهد الكافي لمقاومة هذه الآفة.
مناقشة قانون الارهاب تسير بنسق بطيء جدا في ظل اختلافات داخل المجلس التأسيسي الى حد أن البعض يتهم اطرافا معينة بتعطيله ما رايك ؟
صدق من قال «يجب تمشيط المجلس التأسيسي قبل تمشيط الشعانبي «نعم هناك ارادة لتعطيل المصادقة على هذا القانون من قبل من أرادوا ادراج «الجهاد «في الدستور ومن اعتبروا حادثة سليمان نضالا ضد الدكتاتورية وبعض الحقوقيين الذين لم يفهموا بعد ان اسمى حقوق الانسان هو الحق في الحياة. يبدو أنهم ينتظرون دخول الجماعات التكفيرية التي ترابط على حدودنا الشرقية للتنديد بالمذابح واسواق النخاسة النسائية التي ستقيمها «داعش» لزوجات وبنات «العلمانيين المرتدين «.
كيف تقرؤون اعتراضات بعض النوّاب والدعوات لمساءلة الحكومة على ما اعتبروه اخطاء ومسّا بالحريات حول حل الجمعيات وغلق بعض المساجد ؟
هل مس الرسول صلى الله عليه وسلم من الحريات لمّا أمر بهدم احد مساجد الفتنة؟وهل في تنظيف بيوت الله من الاسلحة والمطابخ مس بالحريات ؟اما الجمعيات فقد اثبتت الايام انها ممولة من الخارج وعماد الإرهاب وتبييض الاموال انها اصل الداء فكان لزاما علينا حلها لتجفيف منابع الارهاب .
يرى البعض ان موقف الحكومة من حل الجمعيات المشبوهة وغلق المساجد جاء متأخرا ما رايك ؟
يجب توخّي كثير من الحذر ابان غلق المساجد لحساسية الموقف ,لكن يجب في المقابل مواصلة محاربة الجمعيات المشبوهة لارتباطها العضوي بالجماعات الارهابية وتغلغلها داخل الحاضنة الشعبية .
كمثقف وبعيدا عن الحسابات السياسية ما هي توقعاتك لنتاذج الانتخابات التشريعية والرئاسية من سيفوز ومن سيظل في المقاعد الخلفية؟
كل نتائج سبر الآراء تؤكد يوما تلو الاخر تدحرج شعبية «النهضة» وفقدانها لعدد ضخم من مناصريها وتقلص الفارق الذي يفصلها عن «الجبهة الشعبية» اضافة الى عدم امتلاكها مرشّحا رئاسيا قادرا على منافسة الاستاذ الباجي قائد السبسي ولهذا السبب عمدت الى مناورة «الرئيس التوافقي» لإضعاف «نداء تونس» والتقليص من حظوظ رئيسه المرشح الاوفر حظا للفوز بالرئاسية والاستئثار بالسلطة تحت يافطة الشراكة والوفاق بعد المأزق الذي آل اليه مشروع «اخونة «الدولة والمجتمع وفشل سياسة الاقصاء والتخويف وعجزها عن تقديم مبادرات سياسية حقيقية يمكن لها ان تتقدم بالبلاد وعوضا عن ذلك فهي تحاول ان تجعل من نفسها وصية على الشعب وتخوض حربا نفسية للتأثير على خصومها وايهام الراي العام بانها حسمت مصير الانتخابات قبل موعدها وللتأثير على خصومها من منطق ان رصيدها مليون ناخب صوتوا لها في اكتوبر 2011.
وماذا عن المال السياسي ألا تتوقعون أن تكون له الكلمة الفصل ؟
لا ولكن المال السياسي يمثل خطرا فعليا على عملية الانتقال الديمقراطي وهو مفسد للسياسية والمجتمع ويجب محاربته لكي لا تعرف بلادنا المآسي التي تسبب فيها هذا المال في بلدان امريكا اللاتينية .
يرى البعض أنّ تونس اليوم رغم تجربتها الديمقراطية الرائدة شهدت تراجعا في صورتها بالخارج هل ترى ان ذلك صحيح وهل من امل لتحقيق قفزة نوعية تعيد لها بريقها ؟
بفضل سياسة الترويكا اصبحنا «بلد الزبلة» الذي يصدّر الارهاب ويعادي جيرانه وأشقاءه .قدرنا ان نربح الانتخابات القادمة لنعيد لتونس صورتها الجميلة بلد السلام والأمن والمؤسسات والديبلوماسية الحكيمة .قدرنا ان نربح لاجتثاث الارهاب ومواصلة الجهاد الاكبر ضد الفقر والمرض والجهل والتعصب واعادة الامل لشبابنا كي يتوقف عن الانتحار في سوريا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.