ما يميز صفاقس هو بدون ادنى شك انها مدينة العمل و الجد و الكد و ما يمتاز به ابنائها هو عطائهم الغزير و تالقهم دراسيا و عمليا و لكن نقاط استفهام و تعجب تطرح بالحاح الا وهي اين فضاءات الترفيه ؟ فالصفاقسي تنتابه الحيرة و الالم في الان نفسه لانه لا يجد فضاءات للترفيه و الترويح عن النفس او بالاحرى لا يجد فضاءا يحلو فيه قضاء اوقات ممتعة مع العائلة في راحة بال و في سكينة و هدوء بحيث يمرح الاطفال و يلعبون و ينسى الكبار و لو لساعات معدودة الضغط النفسي المسلط عليهم جراء النسق الماراطوني للحياة في زمن السرعة و السعي الدءوب لكسب الرزق و حرص رب العائلة لتوفير العيش الكريم لعائلته و تلبية الحاجيات اللامتناهية . فصفاقس و الحق يقال تفتقر الى اماكن للراحة و الاستجمام رغم انها المدينة الثانية بالبلاد و هي و مازالت عاصمة التهميش فمتى يقع رد الاعتبار لها ؟ و متى تستعيد مجدها التليد و يتصالح المواطن مع البحر و يتجنب عناء السفر الى الولايات المجاورة ؟ و متى يقع الاعتناء بالبنية التحتية بها و تطويرها لتشجيع الاستثمار بها بعد ان هجرها ابنائها و رجال الاعمال الصفاقسية للانتصاب بالجهات التي تتوفر فيها الارضية الملائمة و المساعدة على الاستثمار ؟ الصفاقسي صراحة يتالم و يحتار و يستغرب لماذا كل هذا التحامل و التجاهل لمدينة صفاقس ؟ اليس من حق المواطن ان يروح عن النفس لان " النفوس اذا كلت عميت " ؟ لان الواقع المر بصفاقس هو ان المواطن لا يجد سوى المقاهي للقاء الاصدقاء و الاحباب و لعب الورق و مشاهدة مقابلات كرة القدم و حتى متابعة مباريات كرة القدم التونسية اصبحت تصيب البعض بالكآبة و عوض ان ترفه عن النفس فانها تشنج الاعصاب و قد يمرض اصحاب القلوب الضعيفة و لان الفئات الشعبية و الفقيرة لا تقدر على التوجه للجهات المجاورة فلماذا لا يقع انصاف ولاية صفاقس و اعطائها الاهمية اللازمة التي تستحقها في شتى المجالات حتى يعطى كل ذي حق حقه و لا يشعر بالظلم و حتى يطيب فيها العيش ولا يهجرها ابنائها غصبا عنهم ؟