تعتبر الأسواق الأسبوعية في بلادنا عموما مرفقا إقتصاديا هاما يساهم في تنشيط الحركة الإقتصادية داخل البلاد وملاذا للعائلات محدودة الدخل بفضل ما توفّره من بدائل تجاريّة وأثمان في المتناول . و مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك تعيش البيوت التونسية حالة استنفار قصوى سببها "العلوش".. لا حديث الا عن الاسعار والجودة والأسواق ونقاط البيع و"القشارة".. المتجول في بعض الأسواق الأسبوعية تشده حالة الفوضى التي عليها فكما هو معلوم تنشط هذه الأسواق في إطار " لزمة " بالمزاد العلني فلا هم للمستلزم إلا ربح المال. سوق الدواب البلدي بصفاقس أو ما يسمى بسوق "الباطوار" رفع مستلزميه الرسوم والاداءات الموظفة على الدخول الى السوق وعند البيع ارتفاعا كبيرا يثقل كاهل الفلاح و المواطن و الجزار مما أدى إلى نفور بعض المواطنين من اشتراء خروف العيد منه و قد أكد لنا كثير من المواطنون أنهم مجبرون على دفع هذه الرسوم المخلة بكراس شروط استلزام السوق لأنّ "المكاسة" الموجودين في السوق يستعملون لغة التهديد والوعي ويمارسون عليهم أشكالا شتى من الإهانة و التجريح و قد يعمدون أحيانا إلى العنف المادي و اللفظي. دونا عن تسلّحهم بالعصي حتى لا يجد المواطن بدّا من دفع هذه الضريبة المشطة والغير قانونية،عند شراء الأضاحي لماذا لا يوضع حدّ لتطاوس «المكاسة» في مرحلة نحن أحوج ما يكون فيها للأخذ بيد المواطن الكادح وتمكينه من حقوقه. وحتى لا تغلق الطريق مرة أخرى بحواجز بشرية، لابدّ أن يعي الجميع بضرورة نبذ التجاوزات من أيّ كان.و لماذا لا تتدخلالسلط الجهوية للحد من الممارسات والأساليب التي يقوم بها المستلزم أو ما يعرف بالمكاس والمجموعات المحسوبة عليه و تلزمه العمل بكراس الشروط الذي ينظم العلاقة بين المنتصب والمستلزم . كما نريد أن نوجه رسالة قوية إلى النيابات الخصوصية للبلديات لتتحمل مسؤوليتها وعدم التخلي عن دورها الرقابي حيث تسلم السوق إلى المستلزم وتخلي مسؤوليتها من أي مراقبة وأي تتبع للإجراءات والقوانين المعمول بها ليبقى المواطن هو المتظرر الوحيد . يسيطر هذه الايام على أحاديث الأهالي ارتفاع أسعار الأضاحي الناجم حسب رأيهم عن العقلية الانتهازية التي تفشت لدى جل التجار والمضاربين والمستكرشين الذين انتصبوا عشوائيا في كل مكان فالخرفان تباع على الأرصفة و على حواشي الطريق ليبقى المواطن هو المتضرر الوحيد و يجد نفسه بين مطرقة مكاسة الأسواق و سندان سماسرة الخرفان لأنه سيجد نفسه مجبرا تحت ضغط الابناء على ضرورة التصرف بحنكة من اجل توفير علوش العيد لادخال الفرحة في العائلة عيد بأيّة حال عدت يا عيد… بما مضى أم لأسعار الأضاحي فيك تجديد ؟