قد تكون أتعس محطّة حافلات للخطوط القريبة في تونس بدون منازع ففي محطّة باب الجبلي للخطوط القريبة تنعدم أدنى مواصفات المحطّات فلا لافتات تدلّك على مكان كلّ خطّ ولا جداول للأوقات ومواعيد خروج الحافلات فهي الفوضى في ابهى مظاهرها حيث ترى الجميع يركض وراء الحافلة ولا يعرف مسبقا أي خطّ ستسير فيه وأمام الابواب المغلقة يتسائل الجميع : قرمدة؟ العين؟ الافران؟ تنيور؟ ليتبيّن في آخر الامر أمها ستربض في المحطّة فقط .. كنا نبّهنا سابقا إلى هذه الإخلالات دون ان تتحرّك الشركة وتحسّن من مستوى خدماتها وإحترامها لحرفائها لان الامر لا يتطلّب مصاريف باهضة ولا دراسة جدوى مشروع بل بضع لافتات حديدية وقليل من الإحترام فقط .. هذا من ناحية المظهر العام للمحطّة أما على مستوى الخدمات فحدّث ولا حرج ..تنظيم مفقود وحرفاء ينتظرون لساعة او اكثر بينما يستغلّ سوّاق التاكسي " بوبلاصة" كل هذا ليفرضوا سلطانهم على الوضع .. هذه الشركة بإمكانها ان تكسب الملايين وتحسّن خدماتها ولكن يبدو ان التسيّب وقلّة النظام والتنظيم سينتهي بها إلى الإفلاس رغم الحافلات الجديدة التي عزّزت بها أسطولها مؤخّرا لان الخلل يكمن بالأساس في حسن التصرّف في الموجود وهو غائب عن هذه الشركة العموميّة التي يعتبرها أغلب عمّالها " رزق البيليك "