تعددت الروايات حول طريقة وفاة ياسر عرفات، ما بين الاغتيال على يد عملاء إسرائيليين، وتناوله لشيكولاتة مسمومة، أو حتى عن طريق الغازات عديمة الرائحة، ومرت مراحل الكشف عن حقيقة وفاته العديد من المحطات. فبدأت الأقوال تتزايد مع شعور ناصر القدوة، ابن شقيقة عرفات، بتسمم ياسر، وحصوله على نسخة من سجلاته الطبية رغم معارضة أرملته سهى ويؤكد التقرير عدم وجود أي دليل على التسمم. لكن القدوة يرفض استبعاد هذه الفرضية. «فيديو الجزيرة» واقتربت الفرضية من الثبوت بعد أن بثت قناة الجزيرة القطرية فيلما وثائقيا أورد أن معهد الإشعاع الفيزيائي في لوزان السويسرية اكتشف "كمية غير طبيعية من البولونيوم" في أمتعة شخصية لعرفات عهدت بها إلى الجزيرة أرملته سهى. وما كان من سهى عرفات إلا أن رفعت دعوى ضد مجهول في نيابة "نانتير" (غرب باريس) بتهمة الاغتيال بعد العثور على مادة البولونيوم المشعة على أغراض شخصية لزوجها. وهذه المادة دسها أحد المحيطين به، حسب قولها. ومن هنا تقرر فتح ضريح عرفات في رام الله وأخذ ستين عينة من رفاته لفحصها سعيًا لكشف لغز وفاته وتوزيعها بين فرق الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس. "تضارب النتائج" ولكن جاءت النتائج لتزيد الأزمة، وبخاصة بعد أن أكد الخبراء السويسريون الذين أجروا التحاليل أن النتائج "تدعم وتنسجم مع" فرضية تسميمه بالبولونيوم، لكن دون أن يؤكدوا بشكل قاطع أن هذه المادة سبب وفاته. وأكدوا أنهم رصدوا نسبا من البولونيوم تفوق ب20 ضعفا النسب المعتادة؛ وعلي النقيض يؤكد المحللون الفرنسيون عدم تسمم عرفات. "الموساد الإسرائيلي" لم يقف لغز وفاة ياسر عرفات على حد محاولة التعرف على طريقة الوفاة وهل قتل أم لا، بل امتد اللغز ليشمل الجاني فقد توجهت أصابع الاتهام إلى جهتين لاثالث لهم إما الموساد الإسرائيلي خاصةً وأن الجهاز يتمتع بالحيل القذرة في تنفيذ مهامه بما في ذلك الخطف والاغتيال، وكان قتل عرفات ضمن اختصاص الجهاز، نظرًا لأن الرجل شن حملة شعبية وسياسية ضد إسرائيل والغرب على مدى عقود، وكانت الجماعات الفلسطينية بمختلف طوائفها تحت قيادته المباشرة، والتي لم تتوانَ عن تفجير مواقع عسكرية وقنص عشرات وخطف جنود الجيش الإسرائيلي. "تعاون فلسطيني إسرائيلي" وكان المتهم البديل، أن يكون الاغتيال تم بمساعدة من واحد أو أكثر من أصل 270 فلسطينيًا تحصنوا في المجمع الرئاسي المحاصر في رام الله، وقت أن كان عرفات مسجونًا لمدة سنتين ونصف، وكانت قوات الأمن الإسرائيلية تسيطر على كل شيء يدخل المجمع، بما في ذلك الغذاء والماء والدواء، وهو ما يعني وجود تعاون فلسطيني مع إسرائيل مع واحد أو أكثر من منافسي عرفات على السلطة الذين قد سعوا لإبعاده والتخلص منه نهائيًا. "وجبة غذائية" فبعد وقت قصير من الانتهاء من وجبة غذائية كانت مُعدة للرئيس الراحل الذي كان يُعتبر في صحة عامة جيدة رغم سنوات عمره المتقدمة، ظهرت علامات تعب فورية مثل الغثيان الشديد والقيء وآلام في البطن والإسهال، ورغم تدهور حالته الصحية إلا أن إسرائيل لم تسمح له بالخروج والسفر لتلقي العلاج، لكنها وافقت بعد مرور سبعة عشر يومًا من المناشدات الدولية والعربية بالسفر إلى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا، حيث وافته المنية في 11 نوفمبر عام 2004.