مرّة اخرى نجد انفسنا امام حتميّة الكتابة عن مدينتنا العتيقة التي تسير نحو الإندثار فقد لا تكفي صناعة الاحذية للإعتداء على تراث شعب كامل وتاريخ مدينة عظيمة وقفت يوما في وجه الإستعمار الفرنسي بفضل مدينتها العتيقة التي كانت مثالا في الوطنيّة والشجاعة ولكنه يبدو ان الجميع لم يتعض بالتاريخ القريب والبعيد وهاهي المدينة العتيقة تلفظ أنفاسها الاخيرة بفعل تراكم الاوساخ وعمليات الحرق المتعمّدة والمتكرّرة وتكاثر الحشرات والفئران والاتعس ان مدينة أجدادنا وآبائنا أصبحت مرتعا للمنحرفين والغرباء والجريمة المنظمة وتحوّلت إلى مركز لتجارة الجنس والخمر والمخدّرات ….مسكينة المدينة العتيقة فحتى الرطوبة التي حلّت بها ستعجّل بإنهيارها وإندثارها حتى قبل أن تحل سنة 2016 سنة صفاقس عاصمة للثقافة العربيّة