على إثر موجة البرد القارس ونزول الثلوج بعدة مناطق تونسية والتي تضرّر منها آلاف المواطنين خاصة ممن تعوزهم الإمكانيات المادية لمواجهة قساوة المناخ بادرت مجموعة طيبة من المنظمات والجمعيات الخيرية وهي على التوالي جمعية الخطابة والعلوم الشرعية والجمعية التونسية لأئمة المساجد وهيأة مسجد الإمام اللخمي وجمعية لجان المساجد وفوج الإمام اللخمي للكشافة بصفاقس ، بادرت هذه الجمعيات إذن وعلى غرار عديد المنظمات التونسية إلى دعوة المواطنين وحثهم للتكاتف والتضامن مع إخوانهم التونسيين المتضررين من موجة البرد هذه للتبرع بما أمكن من الغذاء والملبس لإيصالها لأصحابها، وقد كانت الإستجابة في مستوى التطلعات بل تجاوزتها وتحرّك الجميع في مدّ خيري يعبّر عن التونسي بكلّ ما يختزله من توق لفعل الخير وحبّ لمد يد المساعدة وإغاثة المحتاجين، وقد تمكنت هذه الجمعيات من جمع حمولة ستة شاحنات كبيرة ضمّت أكثر من 50 طنا من مواد الغذائية وما يزيد عن عشرين طنا من الملابس الجديدة و30 طنا من الملابس المستعملة و 4000 غطاء صوفي و5000 حذاء وما يزيد عن ال ال الخمسمائة من الحشايا. وقد كانت حملة التبرعات هذه لفائدة المواطنين المتضررين في كل من سليانة والكاف والقصرين .. وقد أكّد لنا المسؤولون عن هذه الحملة أنّها خرجت على أربع مراحل لدواعي امنية، ونحن من جهتنا لا نملك إلاّ أن نبارك كل حركة ومساهمة تدعو للخير ولإعانة التونسي اينما كان .. وتلك هي الروح الحقيقية التي تبقى ناصعة البياض ونقية نقاء قلوب أصحابها .. لأنّها أبعد ما تكون عن أدران السياسة وغبارها .. وأقرب إلى جوهر النفس البشرية وفطرتها