يذكر أبناء جيلي من الذين تلقوا تعليمهم سنوات الستين والسبعين من القرن الماضي الدرس الأول من كتاب القراءة للسنة الأولى ابتدائي حين كانت بيداغوجية التعليم تعتمد على التدرج من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة وتلك الكلمات التي حفظناها عن ظهر قلب للتشبّع بحرف الباء مثلا : باب ... بقر ... شبّاك وكيف كانت موضوعا لإملاء المعلّم واختبار الخطّ وأذكر أن من كان لم يستوعب الدرس كان ينال “خطيّة” من المعلم بكتابة تلك الكلمات عشرين أو خمسين أو حتى مائة مرّة ما جرّني للحديث عن هذه الذكريات الجميلة ما أفادني به أحد الزملاء من أن السيد مدير إذاعة صفاقس بالنيابة (المستديمة) تفتّقت قريحته الإبداعية للنهوض بالإنتاج الإذاعي والخطاب الإعلامي فأبلغ أحد الصحفيين بضرورة تحسين خطّه فهلّلت للخبر وقلت في نفسي هذا هو المعلّم الذي كان ينقص الإذاعة وجال بخاطري كلمات الدرس الموالي للأبواب والبقر والشبابيك وهو يقول : ما بك؟ ... فيأتي الجواب : هرب المدير بإذاعتي