يطرح تأجيل عيسى حياتو، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الفصل في عدة قرارات إلى نهاية مارس وبداية أفريل المقبلين، عدة تساؤلات بعدما تزامن قرار التأجيل مع الجبهات التي فتحها حياتو مؤخرا مع اتحادات شمال إفريقيا. كشف مصدر عليم بأن رئيس "الكاف" عيسى حياتو أعدّ استراتيجية من أجل الضغط على خصومه قبل موعد الجمعية العامة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وقبل ذلك اجتماع المكتب التنفيذي للهيئة الكروية القارية، فقد جعل من عدّة قضايا ورقة ضغط ومن عامل الوقت وسيلة لتحقيق أهدافه، منها ضمان البقاء على رأس "الكاف" لولاية جديدة حين تنعقد الجمعية العامة الانتخابية في 2017، بدليل إحراج حياتو لأعضاء المكتب التنفيذي ل"الكاف" على الإمضاء على بيان مساندة له أمام انتقادات الاتحاد التونسي لكرة القدم. ومن بين الأسماء التي أعلنت ولاءها للكامروني حياتو، يوجد التونسي طارق بوشمّاوي رئيس لجنة التحكيم للكاف سابقا، ومحمّد روراوة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم، وحتى الإيفواري جاك برنار أنوما أهمّ خصوم حياتو في الفترة الأخيرة. ضغوط على الاتحاد التونسي ومحاولة مراوغة الجامعة المغربية وأوضح مصدرنا بأن تأجيل حياتو إنزال العقوبات على الاتحاد التونسي لكرة القدم وتمديد المهلة إلى غاية 31 مارس 2015، رغم اتهام "التوانسة" لحياتو بمجاملة غينيا الاستوائية على حساب "نسور قرطاج" وعلى حساب بعض المنتخبات الإفريقية خلال "كان 2015"، كردّ للجميل على إنقاذ غينيا الاستوائية لحياتو بعد تجريد المغرب من تنظيم الدورة، مؤشّر قوي على أن التأجيل يدخل ضمن استراتيجية المساومة ضد الاتحاد التونسي حتى يراجع حساباته ويقدّم اعتذاراته تفاديا لعقوبة الإقصاء من تصفيات "كان 2017"، كون الوقت سيكون كافيا أمام تونس لاتخاذ القرار النهائي قبل أيام على موعد انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي ل"الكاف". كما روّج حياتو أيضا بأنه جعل الجامعة المغربية تتفادى عقوبة قاسية جدا لتراجعها عن تنظيم "كان 2015" في موعدها، في محاولة لامتصاص غضب المملكة بعدما حرم "أسود الأطلس" من المشاركة في النسختين المقبلتين للمنافسة الكروية القارية للأمم، كون "الكاف" استثنت الأندية المغربية وحكّامها أيضا من العقوبة التي شملت أيضا غرامة مالية، وصفها الطرف المغاربي بالمبالغ فيها. أما بشأن الجزائر، فإن الخلاف بين الكامروني عيسى حياتو ورئيس الإتحاد الجزائري محمّد روراوة لا يزال متواصلا، كون حياتو مقتنع بأن روراوة يفكّر فعلا في أخذ مكانه على رأس الهيئة الكروية القارية، وإعلان عيسى حياتو عن نيته في الترشح لعهدة جديدة في 2017، رسالة واضحة لروراوة على أنه (حياتو) لن يتنازل عن عرشه، حتى وإن نال منه المرض. رئيس "الكاف" يساوم روراوة وفي هذا الشأن، كشف مصدرنا بأن عيسى حياتو أبلغ روراوة عن طريق وسطاء، وبطريقة غير مباشرة، بأنه (روراوة) يتعيّن عليه عدم الترشّح لعهدة جديدة ضمن المكتب التنفيذي للاتحادية الدولية لكرة القدم (الفيفا)، حتى يضمن فوز الجزائر بشرف تنظيم "كان 2017" خلفا لليبيا، خاصة وأن رئيس "الكاف" يعتزم تمرير القانون الجديد المقترح بشأن الاعتماد على اللّغات بدلا من التقسيم الجغرافي لتحديد عدد مقاعد الأفارقة في المكتب التنفيذي ل"الفيفا"، حيث عدم اعتماد القانون يمنح الفرصة لروراوة للترشّح لعهدة جديدة، وهو الأمر الذي يرفضه حياتو، كون خطته تندرج أيضا ضمن استراتيجية ترمي إلى تحييد كل خصومه بإبعادهم من المناصب الحساسة دوليا وقاريا، منهم رئيس الاتحاد الجزائري محمّد روراوة. وبعدما "اشترى" حياتو مؤقتا سكوت الإيفواري جاك برنار أنوما، الذي منعه في وقت سابق من الترشح لرئاسة الكاف ومنافسته على العرش، بعد اعتماد قرار جديد في مؤتمر السيشل يمنح الحق في الترشح للأعضاء المنتخبين دون المعينين، الحاليين أو السابقين، ضمن المكتب التنفيذي للكاف، فقد استفاد أنوما من نيل بلده شرف تنظيم "كان 2021"، وهو ما جعله (أنوما) يمضي بدوره على بيان المساندة لرئيس "الكاف". ولم يتخذ روراوة أي قرار بشأن الترشح لعهدة جديدة ضمن المكتب التنفيذي ل"الفيفا" من عدمه، كما أن احتمال اعتماد القانون الجديد للتمثيل الإفريقي في "الفيفا" بناء على عامل اللّغة، لن يمنح الحق في الترشح لروراوة أو أي عضو لغته الرسمية هي العربية، سوى سنة 2017 حين تنتهي عهدة المصري هاني أبو ريدة الذي سيصبح العربي الوحيد عن القارة الإفريقية ضمن المكتب التنفيذي للهيئة الكروية الدولية، وهي المدة التي قد تدفع روراوة إلى عدم الترشح في أفريل المقبل (عهدة روراوة ضمن المكتب التنفيذي ل"الفيفا" تنتهي في أفريل المقبل)، لضمان تنظيم الجزائر للطبعة ال 31 لنهائيات كأس أمم إفريقيا وانتظار سنتين فقط حتى يجدّد ترشحه لعضوية المكتب التنفيذي ل"الفيفا". وفي هذا الشأن، كشف مصدرنا بأن حياتو تعمّد تأجيل الحسم في البلد الذي سيخلف ليبيا لتنظيم "كان 2017" إلى غاية أفريل المقبل، رغم أنه كان مقررا الإعلان عن ذلك خلال "كان 2015" بغينيا الاستوائية، حتى يوظّف "كان 2017" كورقة ضغط على روراوة، طالما أن عهدته ضمن المكتب التنفيذي ل"الفيفا" تنتهي في أفريل، وهي رسالة واضحة من حياتو لرئيس الاتحاد الجزائري مفادها أنه (روراوة) مخيّر بين منصبه في "الفيفا"، وبين نيل الجزائر لشرف احتضان "كان 2017".