منذ الثورة إلى يوم الناس هذا لم تتجرّا السلطة العليا في المدينة ويمثّلها السيد الوالي الذي يحل محل رئيس الجمهوريّة وله من السلط ما يخوّل له القيام بالكثير من الإصلاحات على فتح الملفّات الكبيرة والمعقّدة والحارقة وكأن كل والي تقع تسميته على رأس ثاني اكبر مدينة في تونس يحاول قدر المستطاع مسايرة الوضع في الولاية والإبتعاد قدر المستطاع على كل ما من شأنه أن يضعه في مواجهة مباشرة مع الكبار أو مع الشركات العظمى التونسية منها والاجنبيّة وإكتفى دور جميع الولاة على دراسة الملفّات الجانبيّة والملفّات الإجتماعيّة دون البحث عن الاسباب العميقة ودور بعض الفاعلين في المدينة في إبقاء الحال على ما هو عليه خدمة لمصالحهم ورغبة منهم في مواصلة السيطرة على المدينة إقتصاديا وإجتماعيا وحتى دينيّا .. كثيرة هي الملفّات التي ساهم الولاة في صفاقس في دخولها طي النسيان لدرجة ان قبولها اصبح يسيرا وعاديا رغم انها تنخر جسم المدينة وتعمّق من معاناتها وبسبب سياسات هؤلاء الولاة تاخّرت صفاقس كثيرا عن ركب المدن الإقتصاديّة وبنفس السياسية تعاني صفاقس من كارثة بيئيّة فتدخلهم لم يكن ناجعا مع المشاكل التي صاحبت المصبّات واصحاب المصبّات ..ونفس الشيء في موضوع السياب وتبارورة وصفاقس 2000 ورخص التاكسي وجزيرة قرقنة ومدينة الصخيرة فإلى اليوم لم يلتحق بصفاقس والي يدافع عن المدينة ويكشف عورتاها امام السلطة المركزيّة والكل خائف من ذلك وكانه هو المتسبب فيها ؟ هذا التراخي في فتحها أفرز عديد التجاوزات لإيمان الجميع بضعف السلطة الجهويّة وعد جرأتها في فكّ رموز الملفّات التي ركنت في رفوف الولاية في إنتظار فارس مغوار ينفض عنها غبار الخوف والحسابات الضيقة وما رسب من عقليّات العهد الغابر