منجي باكير توفّرت الإمكانيات و حُشدت الطاقات و حضرت ( العزيمة التي كانت راقدة) لتشمّر على سواعد الجدّ و تعمل ليل نهار على تنظيف و تزويق و تجميل بعض واجهات و شوارع و ساحات المدينة المنسيّة ، مدينة صفاقس ،،، جهود مركّزة و متكاتفة و كمّ من الآلات و المعدّات ظهرت فجأة لتثبت وجودا كان قد غمره النّسيان ، و حضورا كان غائبا ليلقي بمدينة صفاقس وسط ركامات المزابل و الأوساخ طيلة المدّة السّابقة ، لكنّ الزيارة المنتظرة للسيد رئيس الحكومة كانت بمثابة – العصا السحريّة – و كلمة السرّ التي انطلقت بها جحافل المعدّات و عديد السواعد و الهمم و الطاقات لترفع و لو جانبا و في مسالك معيّنة من مدينة الضباب – ضباب السياب – و مرتع الناموس و الوشواشة و مصبّات الفضلات و نفايات المصانع ،،،، طبعا هي ممارسات لعقليّة قديمة مازالت مغروسة ، لا تنمحي و لا تزول إلاّ بزوال العقليات التي تحملها و تكرّسها و تورّثها أيضا ... فهل سيكتفي رئيس الحكومة – بالتنزّه – في المسالك التي حرص القائمون على تنظيفها حرصا شديدا ، أم ستكون له الجرأة بأن يعرّي المخبّي عن أمراض صفاقس التي أزمنت ..؟ هل سيفتح الملفّات المغلقة ، و يحرّك ثوابت المشاريع التي طال بها المطال و طوّل ؟ أم هل سيحيد رئيس الحكومة عن المسالك التي تفانوا في تنظيفها و تزويقها ليرى عن كثب الوجه الحقيقي للمدينة البائسة ؟