منصب الكاتب العام للولاية منصب خطير لانه صاحب قرار ويكون في المرتبة الثانية من حيث المسؤوليّة في مركز الولاية ولكن في صفاقس التي تعاني من التسيّب الإداري ومن الخوف من فتح الملفّات الحارقة التي تؤرق المدينة وتاخرّت بها إلى المرتبة السابعة على المستوى الإقتصادي بقيت مركونة فوق رفوف الولاية والجميع يخشى فتحها والخوض فيها وبتعيين الكاتب العام الجديد للولاية إستبشر الجميع لانه شاب ولانه يعرف أن صفاقس مدينة العمل ومن واجبه ان يعمل ليلا نهارا ولكن الاصداء التي وصلتنا لا تبشّر بخير وكان الجوّ العام بالولاية يضع العراقيل أمام كل مسؤول جديد أو لأنه أراد ان يكون بعيدا عن القرارات الهامّة أو لم يجد الشجاعة الكافية لفتحها وحتّى على مستوى أعلى هرم السلطة بصفاقس فإن التحرّكات العديدة والإجتماعات المتواصلة لا تخفي عديد النقائص في عمل الوالي خاصّة في الملفّات الكبرى التي تمسّ حياة المواطن مباشرة ومنها مشاكل " الفريقوات" او بيوت التخزين للخضر والغلال وعلاقتها مع سوق الجملة وتواجد أكثر من ستّ محلات غير قانونيّة تقوم بتخزين هذه المواد الاساسيّة دون المرور عبر سوق الجملة لتسجّل الاسواق نقصا في هذه المواد وما ينتج عن ذلك من ترفيع في الاسعار يمسّ قفّة المواطن … أهالي صفاقس إنتظروا الكثير من مهدي شلبي ومن كاتب عام الولاية ولكن النتائج لحدّ الآن دون المأمول وهم في إنتظار تحرّك فاعل وقوي في مدينة تعتبر قاطرة الإقتصاد في تونس رغم مشاكلها العديدة والمتعدّدة والتي لم تجد من يساهم في حلّها ومنها التلوّث والبيئة وغلق السياب وإرتفاع المائدة المائيّة والخدمات الرديئة جدا في المستشفيات الجامعيّة وحالة الطرقات والإنتصاب الفوضوي وتقصير عديد الإدارات في عملها جرّاء التجاذبات السياسيّة وهي ملفات لا تحتمل الإنتظار لو يقوم كل مسؤول بما تتطلبه منه مسؤوليته ….