يعرف أدب الأطفال بأنهُ التأثير النفسي الإيجابي ، الذي اجتاح أحاسيس الطفل من خلال فهمه للقيم والمبادئ التي استنتجها من خلال أيِّ نص أدبي سواء أكان شعرا أم قصةً أم تعبيرا وهو عبارةً عن خبرات لُغوية لها شكلها الفني ، يمر بها الطفل ويتفاعل معها فتساعد على إرهاف حسه الفني فيسمو بذوقه وفكره ونموه المتكامل مما يُساهم في بناء شخصيته وتحديد هويته ، وتعليمه فن الحياة . الأطفال ذو المواهب الإبداعية يجدونَ في معظم الأحيان صعوبةً في تطوير مواهبهم لعدة أسبابٍ أهمها عدم تفاعل أولياءِ أُمورهم بما يقدمون من أعمال بسيطة في نظر الكبار لكنها عظيمة القيمة في نفوسهم مما يولد في نفس الطفل شعورا بأن ما يفعله ليس ذا قيمة ولا يستحق الثناء والتقدير ، فنجده يعبر عن ضيقه في اللجوء إلى العنف أو الصراخ والتمرد على من حوله للتعبيرِ عن ذاته التي لم تجد تقديراً واهتماما ممن هم أهم الأشخاص في حياته والذين يحتاج دوما إلى ثقتهم ودعمهم المعنوي له. في إطار سعيها الدؤوب نحو الاهتمام بالموهوبين وتوفير بيئة خصبة لهم لإبراز مواهبهم الفنية وقدراتهم الإبداعية في كافة المجالات الثقافية أطلقت جمعية مهرجان المطالعة بصفاقس مسابقة جديدة، لكل من يملك موهبة الكتابة . فكرة جديدة من نوعها في الأوساط الأدبية العربية حيثُ أن الهدف الأساسي لها هو إعداد أدباء المستقبل من خلال تبني المواهب الفكرية لدى الأطفال من سن السادسة حتى الثانية عشرة، لتطوير إبداعاتهم واستخراج مهاراتهم وتطبيق خيالهم على الورق عن طريق الرسم فالكتابة . أكاديمية أدباء المستقبل أولى أنشطتها بالشراكة مع المندوبيتان للتربية صفاقس 1 و صفاقس2 و كلها أمل بأن تُخرج أفضل ما في الطفل من مهارات وأن تصنع جيلاً محبا للعلم والثقافة، تواقا لأن يرفع راية الرقي والتطور الفكري في الساحة الأدبية، ويكون له شأن عظيم في نفع الأجيال التي تليه ونقل خبراته التي ستكون قد رسخت في ذهنه ليصبح ذا تأثيرٍ إيجابيٍ نافعٍ لنفسهِ ووطنه وأفراد مجتمعه . الأكاديمية في يومها الأول احتضنت 2032 تلميذا من كافة معتمديات ولاية صفاقس في 26 مركزا كتابيا للمشاركة في مسابقة القصة باللغات الثلاث العربية و الفرنسية و الأنقليزية و لم تستثني ذوي الاحتياجات الخاصة و بالخصوص المكفوفين الذين شاركوا في المسابقة بطريقة براي . جمعية مهرجان المطالعة جندت عددا من المربين و المتفقدين و الكتاب لاختيار أفضل 55عمل من جملة المشاركين ليتم الإعلان عن النتائج يوم 15 ماي 2015 ليلتحقوا يوم 27 جويلية من نفس السنة بقرية المطالعة أين يتم تأطيرهم و تكوينهم من قبل أساتذة لغة و كتاب و يخضعون يوم 2 نوفمبر 2015 لعملية فرز ثانية حيث ينتخب منهم 12 مشارك و تختتم الأكاديمية دورتها الأولى بتربص مغلق للمتوجين مع كتاب و أدباء عرب لإنتاج سلسلة قصصية بعنوان أنا أطالع إذن أنا موجود في 12 عنوان ستتبناها إحدى دور النشر بالجهة فبالعلمِ تبنى الأمم ، وأقربُ طريقٍ لبناء مجتمعنا هو القراءةَ والمعرفة ، فكيف تسمو وكيفَ تنمو حضارات الدول إن لم يكن فيها عقولا مفكرةً عاملةً تسعى لنشر العلمِ والمعرفة ، لترى بعد مرورِ السنين ثمرةَ جهودها التي بذلتها من أجل إخراجِ أجيال واعية تعرف حقوقها وواجباتها وتؤدي رسالتها في الحياة