مثلت مسألة الهجرة غير الشرعية في حوض المتوسط، وملفا التونسيين المفقودين ومكافحة الإرهاب، فضلا عن الوضع في ليبيا، أهم المحاور التي تناولها اللقاء الذي جمع صباح الاثنين بقصر قرطاج رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، برئيس جمهورية إيطاليا، سرجيو ماتاريلا. وخلال لقاء مشترك للرئيسين مع الإعلاميين عقب المقابلة، صرح الرئيس الإيطالي بأن الهدف الأساسي من زيارته الأولى بعد انتخابه رئيسا لإيطاليا إلى بلد من خارج الاتحاد الأوروبي يتمثل في "التعبير عن دعم ايطاليالتونس من أجل إنجاح مسار عملية انتقالها الديمقراطي". وقال في هذا السياق إنه يعتبر "تونس مثالا مرجعيا في المنطقة"، مؤكدا ، أنه "من المهم أن يقوم الاتحاد الاوروبي بتوثيق التعاون مع تونس في مختلف المجالات". ووعد ماتاريلا بأن تبذل بلاده كافة الجهود من أجل التحقق من مصير التونسيين المفقودين عقب موجة الهجرة غير الشرعية إبان الثورة والتعرف على أماكن استقرارهم. وأضاف بخصوص ملف مكافحة الإرهاب، أن "تونسوإيطاليا تحدوهما نفس النوايا لإطلاق ميثاق حضارة ضد الارهاب"، مشيرا إلى أنه سيقوم بزيارة متحف باردو أين سيحضر عرضا لاركسترا الموسيقى السنفونية الإيطالية تأكيدا لتضامن إيطاليا مع تونس عقب حادثة باردو، وتخليدا لأرواح الضحايا الذين سقطو في العملية الإرهابية. وفي ما يتعلق بالوضع في ليبيا، شدد ماتاريلا على أن "الحل يجب أن يكون سياسيا وليس عسكريا، بهدف التوصل إلى حكومة وحدة وطنية قادرة على بناء مؤسسات الدولة"، داعيا دول الجوار والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى العمل على إيجاد الأدوات الناجعة لمساعدة الشعب الليبي على الخروج من محنته. من ناحيته، استعرض رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، العلاقات الوثيقة التي تجمع تونسبإيطاليا، معبرا عن شكره لإيطاليا التي قال إنها "أبدت تفهما كبيرا من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمسألة المفقودين خلال موجة الهجرة غير الشرعية إبان الثورة". ودعا في سياق متصل ضيفه والوفد المرافق له، إلى بذل قصارى الجهد من أجل تحديد هويات التونسيين المفقودين في إيطاليا، حتى تتم طمأنة عائلاتهم، وتوفير معلومات حول مصير أبنائها، مؤكدا الأهمية الكبرى التي يوليها لهذه المسألة الإنسانية البحتة. وتعد زيارة ماتاريلا الحالية إلى تونس، وفق مضمون ورقة تم توزيعها على الإعلاميين، "محطة هامة في العلاقات التونسية الإيطالية، لأنها ستتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي والدعم الإيطالي لجهود التنمية في تونس، حيث سيتم خلالها إمضاء مذكرة تفاهم حول التعاون التونسي الايطالي للفترة الممتدة بين 2014 و2016 تتضمن التزامات مالية ايطالية ب86 مليون دينار تهم تحويل جزء من ديون تونس إلى مشاريع استثمارية بما قيمته 25 مليون دينار، وقرض لتمويل برنامج ميزانية الدفوعات ب50 مليون دينار وهبة قدرها 11 مليون دينار". يشار إلى أن الرئيس الإيطالي وجه دعوة رسمية لمضيفه لزيارة إيطاليا.