تتكتم السلطات التونسية عن فحوى المفاوضات التي تجريها، مع المسلحين الذين يختطفون منذ يوم الجمعة، 10 من دبلوماسييها بعد اقتحام لمقر القنصلية التونسيةبطرابلس. يذكر أن كاتب الدولة لدى وزير الخارجية، التهامي العبدولي كان قد أعلن السبت، أن المفاوضات تتقدم مع الخاطفين، باتجاه اطلاق سراح الدبلوماسيين، لكنه في المقابل لم يستبعد حصول "طارئ في الاتجاه المعاكس"، وفق تعبيره. الغنوشي يتوسط من جهة أخرى، أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، خلال اجتماع نظمته الحركة الأحد بمحافظة قابس الجنوبية، أنه اتصل ببعض الأطراف الليبية من أجل إطلاق سراح الديبلوماسيين المختطفين مشيراً إلى انه يتعامل مع كل الفرقاء الليبيين. وشدد على أن النهضة ليست منحازة لأي طرف في ليبيا بل منحازة لوحدة ليبيا، التي هي من مصلحة تونس. يشار إلى أن الجهة الخاطفة للدبلوماسيين التونسيين محسوبة على "فجر ليبيا"، ونفذت عمليتها رداً على تواصل سجن القيادي المنتسب إليها، وليد القليبي، من قبل السلطات التونسية، في اتهامات موجهة له في علاقة بأنشطة إرهابية. وتوجه انتقادات كبيرة من قبل المحللين لأداء وزارة الخارجية التونسية، في علاقة بتطورات الأوضاع في ليبيا. وهي التي عجزت إلى اليوم، عن حل ملف الصحافيين التونسيين نذير القطاري وسفيان الشورابي، المحتجزين في ليبيا منذ أشهر، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن. "فشل" دبلوماسي تونسي في هذا السياق تُتهم الخارجية التونسية أيضاً بالتردد تجاه ملف حساس وفي علاقة عضوية بالأمن القومي التونسي، ويرون أن تونس أهملت الشأن الليبي، برغم أنها أول الدول المعنية ب بعد تمدد "داعش" الذي أصبح يسيطر على مدينة سرت ويتقدم باتجاه مدن ليبية أخرى. وتحرص الحكومة التونسية، على عدم التدخل في الصراع الليبي، وهذا ما جعلها تفتح قنصلية في طرابلس، وتقترح على الحكومة المعترف بها دولياً في طبرق فتح قنصلية أخرى في الشرق الليبي، وهو ما رفضته حكومة طبرق. وترجع السلطات التونسية تعاملها مع الغرب الليبي إلى أنه أمر مفروض عليها بحكم سلطة الواقع باعتبار أنهم الطرف المسيطر على كامل الحدود مع تونس. وهو ما يفسر استقبال الرئيس التونسي لقيادات من "فجر ليبيا"، برغم وجود رفض شعبي وسياسي كبير للتعامل مع هذا الفصيل. إدانة دولية وتعليقاً على حادثة خطف الدبلوماسيين التونسيين في ليبيا، طالب برناردينو ليون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الاحد بإطلاق سراح الدبلوماسيين التونسيين المختطفين في طرابلس فوراً دون شروط. وقال ليون في بيان صحافي صدر اليوم إنه يدين وبشدة اقتحام القنصلية التونسية في طرابلس على أيدي مجموعة مسلحة واختطاف 10 موظفين. كما دعا ليون إلى ضرورة احترام مبدأ حرمة المرافق الدبلوماسية والقنصلية مطالباً جميع الاطراف الليبية المؤثرة بأن تقوم بأقصى ما في وسعها لضمان إطلاق سراح الموظفين التونسيين وحماية البعثات الدبلوماسية في ليبيا.