الحمامات (وات)- مثل " العمل الثقافي الجهوي" ولاسيما في فترة الانتقال الديمقراطي التي تمر بها تونس ما بعد ثورة الحرية والكرامة وآفاقه المستقبلية محور أعمال اليوم الدراسي الذي انطلق يوم الجمعة بدار سيبستيان بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات بمشاركة المندوبين الجهوية للثقافة بمختلف جهات الجمهورية. ولدى افتتاحه أشغال اليوم شدد السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة أن المطروح اليوم على الإدارة الثقافية هو مواكبة الثورة والاستعداد لمواسم جديدة ترتكز على ديمقراطية الثقافة بمساندة الفنانين والمبدعين من مختلف المشارب ولاسيما الشباب منهم والمرأة. وبين انه آن الأوان لطي صفحة الماضي والانطلاق في العمل البناء خاصة بعد أن تم الاتفاق على موعد 23 اكتوبر لانتخاب المجلس التأسيسي والذي سيكون يوم " الفصل" الذي سيعد لمستقبل تونس مبينا أن للثقافة دور هام يجب أن تضطلع به يتمثل في إعادة البسمة والأمل لنفوس كل التونسيين عبر أعمال إبداعية تتماشى وروح الثورة في مختلف القطاعات. وأكد ضرورة الفصل بين الثقافة والسياسة وان " تبقى الفضاءات الثقافية للثقافة" موضحا أن الفضاءات الثقافية غير مخصصة للعمل السياسي والحزبي بل انها متفتحة فقط على الأنشطة الثقافية من أمسيات شعرية أو عروض مسرحية أو لقاءات فنية يمكن أن تقوم بها الأحزاب والجمعيات. وبين أن دور المندوبيات الثقافية هو مساندة أهل الثقافة والفنانين والمبدعين والطاقات الخلاقة لتحقيق النقلة النوعية التي تطمح إليها تونس ما بعد الثورة مشددا على ضرورة أن تكون المهرجانات مناسبة لإبراز ما للجهة من طاقات فنية مختلفة وخاصة الشبابية منها وللتعرف على الواقع الثقافي خارج تونس. كما بين ضرورة العمل على تفعيل التعاون بين الجهات وبين المندوبيات الثقافية المتجاورة خاصة وان الوزارة على استعداد للمساعدة في كل ما يتعلق باللوجسيتك من نقل أو إقامة أو تنظيم. وأكد أهمية أن تكون دور الثقافة بحق فضاء للأنشطة الثقافية سيما التي يتم بلورتها في إطار اللجان الثقافية الجهوية والمحلية وان لا تكتفي المكتبات بان تكون مخازن للكتب بل فضاءات مفتوحة للتنشيط والتعريف بالجديد من الإصدارات وان تتوفر فيها المعلومة السمعية البصرية. وأكد أهمية تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي يوفر فرصة هامة للتباحث حول السبل الكفيلة بالتأسيس لأرضية جديدة تضطلع عبرها الوزارة والمندوبية بدور المساند للمثقف والمبدع والمنتج على القيام بعمله وتسهم كذلك في إعادة الطمأنينة للتونسيين وبعث الأمل لديهم في مستقبل زاهر. ولاحظ أن الحكومة المؤقتة لا تضع السياسة الثقافية بل انها تسعى بهذا الحوار مع مندوبي الثقافة في الجهات إلى أن تعد الأرضية الملائمة التي يمكن على أساسها بناء السياسة الثقافية لتونس ما بعد الثورة.