تونس (وات) انتظمت صباح يوم الاثنين بضاحية قمرت بالعاصمة ندوة دولية حول حماية اللاجئين ببادرة من وزارة شؤون المراة ومكتب تونس للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين حضرها عدد هام من الاخصائيين والخبراء التونسيين والاجانب. وبحثت هذه التظاهرة التى تنعقد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للاجئين عدة مواضيع ذات صلة منها تعزيز أساليب حماية اللاجئين وتفعيل دور الهياكل والمنظمات المعنية في الاحاطة بهم واهم المقاربات المعتمدة فى هذا الشأن فضلا عن التحديات التي تواجه حماية اللاجئين والحلول المقترحة لتجاوزها خاصة بالنسبة للاطفال والنساء اللاجئين. وفى كلمة بالمناسبة اشارت السيدة ليليا العبيدي وزيرة شؤون المرأة الى أن تونس استقبلت اثر تدهور الاوضاع الامنية فى ليبيا مئات الالاف من النازحين من مختلف الجنسيات موجهة بذلك رسالة الى العالم بأسره محورها ايمان الشعب التونسي العميق بقيم التضامن والتاخي وحرصه على مساعدة الوافدين والاحاطة بهم على جميع المستويات للتخفيف من معاناتهم. وأضافت أن الوزارة وضعت كافة امكانياتها وكفاءاتها المختصة على ذمة العائلات اللاجئة كما انجزت مجموعة من البحوث الميدانية حول العائلات التي استقبلت اللاجئين وهي بصدد توثيق أغلب التجاوزات التي تعرضت لها هذه الفئات المستهدفة. وبينت انه يجري اعداد دراسة تتعلق بمدى تأثير واقع اللجوء خاصة على نفسية الاطفال والسبل الكفيلة بالاحاطة بهم وادماجهم من جديد. أما السيدة اليزابيت استر مديرة مكتب المفوضية بتونس فاعتبرت أن تونس أصبحت مثالا يحتذى به في مجال حماية اللاجئين داعية المجتمع الدولي الى مواصلة دعمها وضرورة مزيد الاهتمام بالاطفال والنساء مشيرة الى ان المنظمة ستواصل تعاونها مع الوزارة على المدى المتوسط والبعيد لتطوير تدخلاتها فى هذا المجال. اما السيد توفيق وناس الحقوقي والخبير الاممي فتطرق الى مشكلة اللاجئين من خلال مقاربة تاريخية حيث رصد اهم التحولات المسجلة على مستوى مفهوم اللاجىء من الناحية القانونية والانسانية مركزا على واجبات دولة اللجوء ودور الدول والمنظمات الدولية ومختلف مكونات المجتمع المدني خاصة في ما يتعلق بتوفير الدعم وتقديم الخبرات. وشدد على اهمية تعزيز منظومة حقوق الانسان ونشر الديمقراطية لانها السبيل الوحيدة للتقليص من معضلة اللجوء والهجرة القسرية حتى يتسنى لكل انسان العيش بكرامة في وطنه الام من جهتها تعرضت السيدة نسرين منصور الباحثة في مركز دراسات اللاجئين في جامعة أكسفورد الى أزمات اللجوء في الشرق الاوسط وماتطرحه من صعوبات من خلال نماذج وعينات اخذت من مختلف مخيمات اللاجئين واكدت على حاجة بلدان الاستقبال الى تطوير طرق تعاملها مع اللاجئين وخاصة من النساء والاطفال. واستعرضت السيدة عايدة غربال المندوبة العامة لحماية الطفولة برنامج وزارة المراة للاحاطة بالنساء والاطفال اللاجئين حيث أبرزت أن هذا البرنامج جاء استجابة الى الحاجات الانسانية الملحة المترتبة عن تدفق اللاجئين واحتراما لحقوقهم الانسانية ومساهمة في تخفيف معاناتهم وحمايتهم وخاصة النساء والاطفال. واوضحت أن الوزارة قامت منذ بداية الازمة بتكوين خلية مركزية للطوارىء اضافة الى تركيز فريق من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين ومربي الطفولة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئة اضافة الى السعي لايجاد حلول دائمة للأطفال اللاجئين دون مرافقين. واعلنت عن توقيع مشروع شراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للاحاطة بالاطفال والنساء ضحايا العنف وتقديم العون النفسي لهم مشيرة الى انه تم لهذا الغرض تهيئة مركبي رمادة وبني خداش لتقديم المساندة الضرورية لهم.