تونس (وات)- تحدث عدد من التونسيين المقيمين بالمهجر عن مشاغلهم وانتظاراتهم من انتخابات المجلس التأسيسي في أمسية رمضانية نظمها الثلاثاء بالعاصمة القطب الحداثي الديمقراطي واختار لها شعار"التونسيون بالخارج ومساهمتهم في المسار الانتخابي." وقال هادى خيرات (42 سنة) نقابي مقيم في ايطاليا منذ 22 سنة "ان على المجلس التأسيسي والحكومة المقبلة أن يقوما بالضغط على أوروبا وخاصة ايطاليا من أجل ضمان حقوق التونسيين هناك" موضحا ان قانون الهجرة في ايطاليا يعد عنصريا وقاسيا ولا يعير أي اهتمام لحقوق المهاجرين. وينص القانون الايطالي على ترحيل أي مهاجر إلى بلده في صورة عدم حصوله على شغل في غضون ستة أشهر في حين يتواجد في ايطاليا 165 ألف تونسي 18 بالمائة منهم عاطلين عن العمل. وأضاف ان التونسيين بالخارج في حاجة اليوم إلى التواصل مع بلدهم والتعرف على آخر المستجدات السياسية والاجتماعية داعيا إلى تعزيز تدريس اللغة العربية في بلدان الإقامة التي تبقى دون المأمول حسب تعبيره. وتحدث ثلة من الشباب من مدينة نابولى الايطالية عبر شبكة " سكايب" عن المشاكل التي يعانى منها المهاجرون الذين دخلوا إلى التراب الايطالي عبر جزيرة لامبادوزا ابان الثورة والمتمثلة بالخصوص في ما يلقونه من معاملة قاسية من قبل المجتمع الايطالي و"لامبالاة" التمثيلية الدبلوماسية التونسية. وأكدوا على ضرورة ان تعمل الحكومة بالتعاون مع نظيرتها الايطالية على تفعيل القانون الايطالي الخاص بالقصر والذي ينص على إعطاء جميع الحقوق لهذه الفئة من المهاجرين خاصة وان نسبة المهاجرين التونسيين القصر تبلغ 30 بالمائة. أما آمال بالحاج الأستاذة الجامعية في علم الاجتماع والمقيمة في كندا منذ 24 سنة وعبدو معلاوى الناشط السياسي المقيم في كندا منذ 39 سنة ينويان الترشح إلى انتخابات المجلس التأسيسي بالتعاون مع القطب الديمقراطي الحداثي وعبرا عن رغبتهما في المساهمة والمجموعة التي ينتميان إليها في تعزيز أركان المجلس التأسيسي خاصة وان كندا تعد من البلدان المتطورة في المجال المؤسساتي مؤكدين عزمهما على التعريف بمشاغل الجالية التونسية المقيمة بكندا وربط التواصل فيما بينها. يشار إلى انه تم تخصيص دائرات انتخابية للمجلس التأسيسي للجالية التونسية بالخارج وهى تتمثل في دائرتين بفرنسا تضم 10 مقاعد ودائرة في ايطاليا ب3 مقاعد فيما تم تخصيص مقعدين في كل من المانيا وامريكا وباقي اوروبا والبلدان العربية وباقى دول العالم. ومن جهته أكد طارق الشعبوني عضو المكتب السياسي لحركة التجديد المكلف بالعلاقات مع الاحزاب والمؤسسات الأوروبية ضرورة القطع مع الصورة النمطية للتونسيين المقيمين بالخارج التى كان يسوق لها النظام السابق مبينا ان لهؤلاء التونسيين الذين يمثلون 10 بالمائة من مجموع سكان البلاد مشاكل معقدة مثل غيرهم من المهاجرين في بلدان الإقامة. كما دعا إلى التواصل مع الجالية خصوصا من قبل الأحزاب ومكونات المجتمع المدني وملامسة واقعهم علاوة على تعريفهم بالحقوق التي اكتسبها التونسيون دون استثناء من ثورة 14جانفى التي مكنتهم من حق التمثيل في دائرات انتخابية خاصة للترشح لانتخابات المجلس التأسيسي. وبين عبد الرزاق حاج زكري الخبير في قضايا الهجرة ان الهجرة التونسية التي طرأت عليها تغيرات ديمغرافية وتعليمية كبيرة مقارنة ببداياتها في السبعينات من القرن الماضي ستتواصل إلى بلدان مختلفة من العالم في اشكال متعددة مشيرا إلى أن أوضاع التونسيين في الخارج اليوم تحتاج إلى تقييم جدي بهدف الوقوف على مشاكلهم خاصة بعد تراجع الاقتصاد الأوروبي وارتفاع نسبة البطالة.