المنستير (وات)- يعدٌ حي باب الغربي بالمدينة العتيقة بالمنستير قبلة معظم الأهالي الذين يقصدون المحلات التجارية به. وقد حاول أصحاب هذه المحلات احياء عادة تزيين المدينة بالفوانيس خلال شهر رمضان المبارك والتي يزداد عددها خلال الأيام الخمسة التي تسبق العيد حيث يتم تركيز خيمات خاصة لبيع المكسرات. ويقبل المواطنون في مدينة المنستير على شراء المكسرات كالزوز واللوز والبوفريوة والزبيب وأنواع عدٌة من الحلوي التي يتم خلطها جميعا لإعداد " فاكية العيد " حسب التسمية المحلية بالمنستير والتي تؤكل في سهرات العيد أو تقدٌم إلى الضيوف خلال تبادل الزيارات أيام العيد إلى جانب الحلويات الاخرى. وقد حافظت بعض العائلات في المدينة على إعداد الأنواع التونسية الأصيلة من الحلويات كالدبلة وغريبة الحمص والبقلاوة باللوز والبقلاوة بالزقزقو والمجامع وهي نوع من الحلويات تنفرد به المنستير وتعدٌ فقط بمناسبة عيد الفطر وتكون عجينتها كعجينة الكعك حيث يتم تشكيل كرة متوسطة الحجم تبسط وتوضع فوقها بيضة كاملة تزين بالعجين وباللون الأصفر وتقدم يوم العيد في الصباح مع الحوت المالح. والحوت المالح هو أيضا أكلة خاصة بمدينة المنستير يتم إعدادها ليلة العيد وهي عبارة عن أسماك محشوة بالبصل والزبيب يتم طهيها على البخار وتقدم مع خبز بالسينوج والجلجلان والبسباس. وتتميز السهرات الرمضانية في المنستير باستهلاك البوزة وهي عصيدة يتم إعدادها حسب الطريقة المتوارثة وذلك باستعمال حبوب الدرع كاملة وبإعداد المسفوف بالدقلة والمكسرات. كما تزدهر خلال شهر رمضان وبمناسبة عيد الفطر العديد من المهن من ذلك إعداد الزلابية والمخارق حيث تتحوٌل عدٌة محلات لإعداد الفريكاسي والأكلات الخفيفة لإعداد هذه الحلويات وخبز الطابونة خاصة بمناسبة العيد حيث تقدم طلبات الشراء مسبقا إلى عدد من النسوة المعروفات بإعداد هذا الخبز علاوة على " الحلوى الملبنة " وهي التسمية المحلية لعدٌة أنواع من الحلوى أعرقها ذات اللون الأبيض الناصع التي توارثت أسر معيٌنة بمدينة المنستير إعدادها. ويسجل الأسبوع الأخير من رمضان وخاصة ليلة عيد الفطر اكتضاظا وتراصا على مستوى المحلات التجارية والأيام التجارية والثقافية بالمنستير لشراء ملابس العيد خاصة ملابس الأطفال. وقد سجل ليلة امس توافد عدد كبير من المواطنين على المحلات التجارية بالخصوص بعد صلاة التراويح وإلى حوالي الساعة الواحدة صباحا. كما تميزت أجواء رمضان واستقبال عيد الفطر بالمنستير خلال هذه السنة بالدور الذي لعبه النسيج الجمعياتي الذي برز منذ 14 جانفي 2011 في جمع المساعدات للعائلات ذات الدخل المحدود أو المعوزة. وقد تم في هذا الصدد تركيز خيام أمام السوق المركزية بالمنستير وأمام باب الغربي وفي الفضاءات التجارية الكبرى وشهدت اقبالا تلقائيا للمواطنين للتبرع بالمساعدات المادية والعينية.